قالت مصادر الرئيس المكلف سعد الحريري لـ«الجمهورية» عن لقاءاته في الفاتيكان ان اللقاء مع قداسة البابا دام 30 دقيقة، وأنه خلافاً لما نُشر في بيروت وعلى بعض «المواقع الالكترونية الموجهة»، فإنّ البطريرك الراعي لم يراسل الفاتيكان بما يسيء الى زيارة الحريري ودوره، لا بل إن ما علم في هذا المجال يتصل بموقف وطني كبير للبطريرك اكد فيه الحرص على «تأليف حكومة اختصاصيين بما يتلاءم ويتلاقى مع خريطة الطريق الفرنسية الى الحل والتعافي كما رسمتها المبادرة الفرنسية، وهي واضحة وصريحة وسبق ان التزم بها جميع الاطراف ومعهم الرئيس الحريري، فرؤيته تتلاقى وجميع مراحلها وبقي ان يلتزم الجميع بهذه المبادرة ورؤية الرئيس المكلف».
وعمّا سمعه الوفد الذي رافق الحريري الى اللقاء مع البابا قالت المصادر لـ»الجمهورية» انّ الموضوع المطروح اليوم لا يتصل بحقوق المسيحيين إنما بحقوق جميع اللبنانيين، فهم جميعاً يعيشون في دولة واحدة ومعاناتهم واحدة»، وانّ «من يُساهم في تهجيير المسيحيين هم من يفتعلون المشكلات في لبنان ويقفون حجر عثرة أمام المخارج التي تؤدي الى الحلول».
ونقلت المصادر عن الحريري بعد اللقاء: «لمسنا حرصا فاتيكانيا على ان تساعد كل الدول لبنان وعدم تحويل النزاع السياسي نزاعا طائفيا ومذهبيا».
وعن اللقاء مع امين سر دولة الفاتيكان قالت المصادر انه دام 45 دقيقة متجاوزا ما كان مقررا، وأدى الى ارجاء بقية المواعيد المحددة لديه. ولفتت الى ان «البحث دخل في كثير من التفاصيل الدقيقة، فالمسؤول الفاتيكاني على علم بكثير منها ولم يكن صعبا على الحريري ان يشرح ما حصل وما هو مطروح من مخارج وحلول وما يعوق الوصول الى تشكيل الحكومة».
ورداً على ما طرح عن الجهة التي تسمّي الوزراء المسيحيين، قالت المصادر: «إن كانت المساعي المبذولة لتشكيل حكومة اختصاصيين فإنّ الاصول ان تتم تسميتهم من ضمن الضوابط المقبولة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، فهما وحدهما مكلفان بموجب الدستور هذه المهمة وما يتفقان عليه يمشي». فالجميع يعرفون ان الرئيس عون لم يقدم اي اسم من خارج الاسماء الحزبية التابعة لـ»التيار الوطني الحر»، وبالتالي فهي اسماء حزبية لا تتطابق والمواصفات المطلوبة لحكومة حيادية ومستقلة».
واشارت المصادر الى انه ودَحضاً لكل ما يسرّب فإنّ الحريري قال وأكد انه «رئيس حكومة لبنان، كل لبنان، وليس رئيساً لحكومة المسيحيين او المسلمين، والفاتيكان متفهّم هذا الموضوع قبل الزيارة وخلالها وبعدها».
وفي الشأن الإقليمي عُلم ان البحث تناول الوضع في المنطقة والاحداث المؤثرة في حياة اللبنانيين، فعبّر الحريري عن تخوفه من ان النزاع الاقليمي يؤثر على لبنان سلباً، وان المسؤولين في الفاتيكان سيسعون كما في السابق وبعد اليوم الى تسخير ديبلوماسيته من اجل التوافق مع الدول على تحييد لبنان عن نزاعات المنطقة».
ونقلت المصادر عن المسؤول الفاتيكاني قوله «انّ المشكلة ليست عند المسيحيين فقط انما عند جميع اللبنانيين، وان انسداد الافق السياسي ناجم من عدم وجود حكومة، محمّلاً مسؤولية التأخير في تأليفها الى القوى المعطلة التي هي نفسها التي تتحمل المسؤولية عن هجرة المسيحيين».