القديس مار جبران باسيل في بكركي بضيافة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق مار بشارة الراعي، ليُلقّن نيافتهُ موعظة دينية، ربما سها غبطته عن بعض مراميها وهو يتلو مزاميره الأخيرة لحُكّام لبنان، فيُذكّره بالوصايا العشر الموسوية، وبوقوف السيد المسيح في وجه الظلم والطغيان والباطل، ودفاعه عن الحقّ والروح والفداء والتضحية، سبيلاً للخلاص من الخطيئة الاصلية، والقديس باسيل يسير على خُطى السيد الفادي، لذا يقف في بكركي اليوم ليشهد للحقّ ويدحض الباطل، ويُضحّي بنفسه لخلاص مسيحيّي لبنان الكبير ( قبل تناول العشاء المُقدّس) ليُعلّمنا ويُعلّم المسيحيين الغافلين التائهين الخاطئين، بأنّه يسير على خُطى السيد المسيح الذي وُلد في مغارة ومات على الصليب، كما يسير على خطى أبو الموارنة القديس مار مارون، الذي عاش وحيداً في البرّية، على قمة جبل، مُحوّلاً معبداً وثنيّاً إلى مكانٍ لعبادة الله، والقديس باسيل بنى في "اللقلوق" كوخاً شبيهاً بالكوخ الذي كان يُقيم فيه القديس مار مارون، ويُقال في خيمةٍ من جلد الماعز، وباسيل يقضي كالناسك مار مارون فتراتٍ قصيرة في كوخ اللقلوق، لأنّه يقضي معظم وقته في العراء مُصلّياً مُتعبّداً، وذلك جرياً على سُنّة الناسك القديس سمعان العامودي، الذي كان يقيم في العراء، ولكن على عامود، حيث عاش حياته مُعتزلاً الناس ومُصلّياً.
إقرأ أيضا : الشيخ النابلسي..أموال اللبنانيين المُهرّبة في خدمة المقاومة والممانعة.
بُشرى سارّة للُّبنانيّين، بعد العشاء المقدس في الصرح البطريركي، غداً ستنعمون بحكومة "تقشُّفيّة" تسهر على حقوق المسيحيين المهدورة، ذلك أنّ باسيل الناسك الزاهد، الحافظ للوصايا العشر، والسائر على هدي السيد المسيح والرّسُل والقديسين الشهداء، سيفتدي لبنان غداً بآلامه ونُسكه وهجره المناصب الوزارية( بما فيها وزارة الطاقة)، وهذا كلّه في سبيل قيامة لبنان المجيدة، ليذكره التاريخ فيما بعد في عداد القديسين والآباء العظام، وليذهب بعد ذلك "المسلمون الجاحدون" إلى جحيم الحُكم وكبائر الدنيا وشهواتها ونقائصها.