عذراً.. وليام شكسبير، البارز بالأدب العالمي، والكاتب المسرحي، والشاعر الألمعي الوطني، فأنا لست أديباً، كي أدلي بدلو العتاب على أمثالكم.
عذراً.. من سيبويه، والأصمعي، وأبي الأسود الدوؤلي، والخليل الفراهيدي.
وعذراً.. من الأدباء، والشعراء، والفقهاء في الأدب والشعر والمسرح، ومن كل لغوي، وأستاذ، وكاتب، ومثقف، في لبنان الثقافة والأدب.
ومرة أخرى، أقدم العذر والإعتذار، لأنكم، لن، ولم تنصفونا في إيجاد قاعدة واحدة وموحدة في الجمع والتصنيف، حتى بتنا لا نعرف "مفرد" من كلمة "أكاذيب"، فالأكاذيب هي جمع، ولكن مفردها، هل هي كذبة أم أكذوبة؟.
لعلنا، نعيش في كذبة نيسان، أو في أكذوبة لبنان، وأكاذيب في السلطة والمسؤولية، وحولتمونا إلى مسرح من مسارح ـ شكسبير ـ بأنَّ الحياة خشبة مسرح، والكل يؤدي دوره المسرحي، ويبقى البطل...
إقرأ أيضا : محمد حسن الأمين: سكينة روح عند العارفين بالله
أيها الشكسبيرون المسرحيون، أجمعتم على جمع كلمة "دمعة" إلى دموع، والدمع إلى أدمع، وأغفلتم بالجمع إلى "دمعات" وهي كثيرة وأكثر من دموع، وما زالت الدمعات تنزل وهي كثيرة النزول على خدود اللبنانيين، وخد كل أبٍ مشرَّد، يبحث عن حقه وتعبه ولقمة عيشه، وتكثر نزولاً على خدود الأمهات التي حفرت أخاديد على الوجوه، والأيادي صُبغت بدمعات من شمع أصابعهم.
لماذا..؟
تريدون أنتم..! كُتَّاب المسرح السياسي، وكُتَّاب الوعظ والموعظة في المسارح والمسابح، تريدون من مسرحياتكم الكلاسيكية بتغيير الشعب اللبناني والمواطن الكاد على عياله، من داخله وكأنَّ أبليس لا يسكن إلاَّ الفقراء، ولا تريدون أن يُغيِّر من خارجه، كما تفعلون أنتم؟؟!!!. أصحاب المال والرساميل والقادة الأفذاذ في السلطة السياسية والسلطة الدينية، عندما تغيِّرون شراشف أسرتكم، وتستبدلون سياراتكم بالأفخم، وتتجولون بها في شوارع الفقر واليأس والتسوُّل، وتبصقون من شبابيك رنجاتكم وآلياتكم، على تلال الزبالة، ولا ندري ما جمعها ومفردها..؟
دلَّونا.. على مفرد "فشل" وجمع "نجاح" أم أنكم تتقنون تفاصيل المقرَّرات العليا، والخطب المكوكية التي تحتاج إلى تراجيم وترجمان فضائي ليدلنا على معنى صادق من وعاظ المسرح، والمسبح الليلي...
كيف تجرؤون بالوعظ المتخوم، للموعوظ المحروم؟..
ناسيين ومتناسيين أنَّ الحكمة والموعظة لا محل لها من إعرابكم في البطون الخاوية والجائعة، وكأنكم تخدعون الله وخلقه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، أم تضربون بأحاديث أهل الدين وأهل بيت محمد (ص) والمسيح (ع) وكل أولياء الله وأوصيائه، " من نصَّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بوعظ نفسه".
صحوت من قسوة الحال، وقدَّمت اعتذار الخطأ، لأنني لا أؤمن بخطابٍ لا يدفع ظلماً عن الناس، وبموعظةٍ لا تدفع ضيماً، وأصحابها ينامون في المخادع الحريرية، والمشرَّدون ينامون في كهوف المقابر وفي شوارع المارة...
قالها نبينا الأكرم محمد (ص) عن لسان الله تعالى، في حديثه القدسي "يا محمد، إني لم أستعمل الحكَّام على سفك الدماء واتخاذ الأموال، وإنما استعملتهم ليكُفُّوا عنِّي أصوات المظلومين، وإنِّي أرعى ظلامتهم وإن كانوا كفَّاراً".