ألقت جائحة كورونا بظلال قاتمة ومخاوف عدة في شتى المجالات خاصة الطبية، وكان لأمراض العيون مخاوف عديدة من انتقال العدوى لاسيما من خلال زرع قرنيات من مصابين، أو بسبب استخدام العدسات اللاصقة، وكذا الإفراط في استخدام المطهرات وارتباط ذلك بالتهابات الملتحمية وغيرها من أمراض العيون، وهذا ما يكشف حقيقته أستاذ طب وجراحة العيون بالقاهرة حازم ياسين.
وخلال حديثه مع "موقع سكاي نيوز عربية" تحدث حازم ياسين عن أهم الآليات التي ينبغي إتباعها لحماية زوار عيادات العيون في ظل جائحة كورونا قال ياسين: "ننبه على مرضانا القادمين من الخارج أو المخالطين لحالات كورونا بعدم الحضور للعيادات إلا بعد قضاء أسبوعي عزل، قبل الحضور للمنشآت الطبية خاصة إذا ظهرت عليهم أي أعراض مرضية، كما يتم تطبيق التباعد الاجتماعي مع الالتزام بارتداء الكمامات واستخدام أدوات التعقيم بكثرة وقياس درجة الحرارة قبل دخول المنشأة الطبية.
وتابع: "هناك أيضًا ما يطلق عليه (face shield) ويرتديه جميع الأطقم الطبية بالعيادات ويمتاز هذا الماسك بالمرونة، بمعنى أنه من الممكن الكشف والقرب من وجه المريض دون خوف من انتقال أي عدوى عن طريق الرزاز.. كما تم تفعيل خدمة الكشف عن بُعد للحالات الطبية البسيطة والتي يمكن التعامل معها عن طريق إرسال صور للعين ثم التواصل مع المرضى تليفونياً من أجل تخفيف الضغط على العيادات".
وحول مشكلة انزعاج كثيرين ممن يرتدون نظارات طبية من وجود ضباب على سطح النظارة عند لبس الكمامة أوضح أن الأكاديمية الأميركية لجراحي العيون تنصح للقضاء على هذه المشكلة بوضع النظارة في سائل ماء وصابون قبل تلميعها لمنع التبخر ومنع وجود طبقة ضبابية على سطح النظارة، ومن المهم أيضًا أن تكون الكمامة ملتصقة على سطح الأنف كي يخرج الزفير من الجانبين وليس إلى أعلى.
وبالنسبة للتعامل مع العدسات اللاصقة في ظل أزمة كورونا ينصح حازم ياسين بعدم ارتدائها واللجوء إلى النظارات الطبية، لكن هناك حالات لا تستطيع الاستغناء عنها وهنا تكمن المشكلة، بسبب الكحول والمطهرات التي يتم استخدامها بكثرة نظرًا للظروف الراهنة، ولذلك ينصح بغسل اليدين بالماء والصابون ثم وضع المطهر وترك اليدين 30 ثانية حتى تجف تماماً ثم غسلهما مجدداً.
وبالنسبة للزجاجة التي تحتوي على محلول العدسات اللاصقة يجب أن تكون معقمة تماماً، وكذلك العلبة التي يتم وضع العدسات فيها بعد خلعها.
وحول ما يشاع عن وجود علاقة بين التهاب ملتحمة العين والإصابة بفيروس كورونا قال أستاذ طب وجراحة العيون: "بالطبع لا توجد علاقة بل قد يحدث ذلك نتيجة الإفراط في استخدام المنظفات ومواد التعقيم للوقاية من فيروس كورونا، ووضع اليد على العين مباشرة، ما يتسبب في التهاب ملتحمة العين".
وبالنسبة لإجراءات عمليات العيون في هذه الآونة قال: "تنصح الجمعية الأميركية لجراحي العيون بعدم إجراء أي عمليات إلا في حالة الاضطرار (نوع من أنواع الطوارئ) مثلا إصابات العين الناجمة عن، أو الانفصال الشبكي. أما في الحالات الطبيعية كعمليات إصلاح عيوب الإبصار فلا داعي لإجرائها في هذه الفترة لتجنب العدوى ومنع التكدس والحفاظ على التباعد الاجتماعي قدر الإمكان".
وتحدث حازم ياسين أيضًا لـ"موقع سكاي نيوز عربية" عن تأثير وباء كورونا على عمليات زرع القرنية قائلا: "في بداية الأزمة كان هناك شك في احتمالية انتقال الفيروس من المتوفين المتبرعين بالقرنيات إلى المرضى الذين سيتلقون القرنية المتبرع بها، لذلك تم إيقاف عمليات زرع القرنية تمامًا في بداية الجائحة، لكن بعد التأكد من أنه لا ينتقل من الموتى إلى الأحياء تم استئناف عمليات زرع القرنية الجزئي الأمامي والخلفي".
وتابع: "لكن نتيجة لإغلاق بنوك العيون في مصر، يتم استيراد القرنيات عن طريق بنوك العيون في أوروبا أو أميركا في الأحوال العادية، ومع حدوث أزمة كورونا أغلقت أوروبا أبوابها تماما ولم يعد هناك أي نوع من أنواع التعامل مع البنوك الأوروبية، ما ألقى بالمشكلة كاملة على بنوك العيون الأميركية، ما أدى إلى حدوث نقص شديد في كمية القرنيات المتبرع".
وحول لجوء البعض إلى دواء الملاريا كعلاج لكورونا قال ياسين: "للأسف يوجد نوع من أنواع التنافس بين شركات الأدوية فيما يخص استخدام عقار (بلاكونيل) المستخدم في علاج للملاريا للقضاء على فيروس كورونا، لكن في الوقت الحالي أدى الإقبال على اقتناء الدواء إلى نقصه من الأسواق وحرمان مرضي الملاريا أو الذئبة الحمراء من الحصول عليه، وهذا الأمر أضر بصحة العديد من أصحاب الأمراض المزمنة، والمؤكد أنه ليس علاجاً لكورونا".
أخيرًا، حذر أستاذ طب وجراحة العيون من أن أدوية السيولة التي يستخدمها مرضى كورونا قد تؤدي إلى نزيف تحت الملتحمة على بياض العين، لكنها لا تؤدي إلى نزيف داخل العين إلا في حالات مضاعفات السكر على الشبكية، حيث توجد أوعية دموية غير طبيعية قد تنزف بسهولة إثر استخدام هذه الأدوية.