أولاً: أصابت امرأة وأخطأ عمر..
رُوي أنّ الخليفة عمر بن الخطاب قال يوماً: لا تغلو في مهور نسائكم، فمن زاد على أربعين أوقية، أخذتُ ما فضل من ذلك وأودعتُه بيت المال ، فقالت له امرأة: ليس لك هذا، فقال: وكيف ذلك؟ فقالت: لأنّ الله تعالى يقول خلاف قولك هذا، حيث يقول: " وإن أردتم استبدال زوجٍ مكان زوجٍ، وآتيتم إحداهُنّ قنطاراً، فلا تأخذوا منه شيئاً، أتأخذونه بهتاناً وإثماً مُبيناً" ( سورة النساء 20-23)، فقال عُمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر.
إقرأ أيضا: التدقيق الجنائي والهرُّ الأسود الضائع في غرفة مُظلمة.
ثانياً: أصابت فائزة رفسنجاني وأخطأ آيات الله...
لن نعود إلى تصريحات النائبة فائزة هاشم رفسنجاني في السادس من شهر نيسان الجاري لموقع " عبدي ميديا" على يوتيوب، والذي قالت فيه بأنّ النظام الإيراني الحالي أسوأ من نظام الشاه، وذهبت للتأكيد بأنّ استخبارات النظام الملكي كانت أرحم من جهاز المخابرات الموجود اليوم، فضلاً عن إعلانها بأنّ ما يُعرف بولاية الفقيه يتعارض مع قِيم الحضارة والحداثة والديمقراطية والحرية التي تؤمن بها. كما أننا لن نعود إلى تصريحاتٍ سابقة لها قبل حوالي ثلاثة أشهر( ٨ كانون الثاني ٢٠٢١) التي رفضت فيها تدخل إيران في سوريا، مُتسائلة عن جدوى ذلك، مُذكّرةً بأنّ والدها هاشم رفسنجاني كان قد رفض ذهاب الجنرال الراحل قاسم سليماني إلى سوريا، قائلاً له: هل تريد أن تذهب لإنقاذ بشار الأسد والتسبب بمقتل خمسمائة ألف ضحية، ثم أردفت عمّا جنتهُ تدخلات سليماني "المُقاومة" في سوريا والمنطقة العربية، سوى الدمار والضحايا والخسائر الإقتصادية والإجتماعية في إيران، ثمّ تجرّأت بالقول أنّها كانت تُفضل أن يفوز الرئيس الأمريكي السابق ترامب، إلاّ أنّنا نُفضل أن نقف عند تصريحاتها بالأمس فيما يخصّ المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول برنامج إيران النووي والإتفاقية النووية التي ألغاها الرئيس السابق ترامب، فسخرت رفسنجاني من إصرار الوفد الإيراني على المحادثات غير المباشرة، بل رفض النزول في نفس الفندق الذي ينزل فيه الوفد الأميركي، سائلةً أولي الأمر النافذين: ألم يسبق لكم أن جلستم وجهاً لوجه مع الوفد الأميركي أثناء رئاسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وانتهى بالمصافحة وتبادل الأنخاب، ( ربما لم تلاحظ رفسنجاني قهقهة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العالية وهو مُحاط بوفود مجموعة الخمسة زائد واحد بعد توقيع الاتفاق النووي).
مرّة أخرى تُصيب امرأة، ويُخطئ آيات الله، ولا بأس في ذلك، فلهم في الخليفة الفاروق العادل أسوة حسنة.