كتب مايكل سترين في "الشرق الأوسط" تحت عنوان "بين "كوفيد ـ 19" والإنفلونزا": " لقد علّم الوباء الناس البقاء في المنزل عندما يمرضون، وكان هذا درساً جيداً لمواصلة العيش. ومن المؤكد أن وباء «كوفيد19» لم يكن «مجرد إنفلونزا سيئة»؛ كما زعم المفكرون، منذ أن بدأ الوباء يؤثر على الحياة اليومية في آذار 2020، لكن التباعد الاجتماعي لإبطاء انتشار الفيروس قلّل من شدة الإنفلونزا الموسمية.
على حد علمي؛ لا تملك «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» بيانات كاملة عن موسم الإنفلونزا الذي ينتهي في الربيع الحالي، بعد أن تأثرت بيانات العام الماضي بالوباء. لكن العام ما قبل الماضي (موسم 2018 – 2019) شهد 36 مليون شخص ظهرت عليهم أعراض الإنفلونزا، مما أدى إلى دخول نحو نصف مليون شخص إلى المستشفيات و34 ألف حالة وفاة. وخلال العام الماضي ذهب 810 آلاف شخص إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا، وتوفي 61 ألف شخص.
ومع ذلك، دفعت الروح الأميركية القاسية الناس إلى امتصاص ما بداخلهم، والذهاب للعمل في أوج فترة المرض الموسمي؛ بما في ذلك الإنفلونزا، وكنت أحدهم.
الآن لن أكون مبهرجاً وسوف تتغير الأعراف الاجتماعية. إذا عانيت من السعال وشعرت بأنني في عذاب حقيقي، فسأعود إلى المنزل. وإذا عطست على متن طائرة، فسيلاحظ الركاب ذلك.
لقد أصبحت محترفاً العمل من المنزل، كما فعل الجميع في مجتمعي المهني. لذا؛ فإن تكاليف العمل من المنزل ستكون أقل بكثير، وأستطيع العمل ليوم كامل، وسأشارك في اجتماعات «زوم»، من منزلي؛ إذ إنه ما من سبب وجيه يدفعني للذهاب إلى المكتب وأنا أشعر بالمرض.
أخيراً؛ فإن خطر انتشار فيروس مُعدٍ سيكون له وزن أكبر. قد يكون «كوفيد19» قد بدأ في الانحسار، لكن من يريد أن يصاب بالإنفلونزا؟ إذا أدركنا خسائرها البشرية؛ فلن نسمح لأنفسها بنقل العدوى لأي شخص؟
لو أنني بحثت عن الإحصاءات المتعلقة بالإنفلونزا قبل عام، لكنت سأفهمها بشكل مختلف. يبدو أن الأمر تطلب العيش في جائحة حتى أتفهم ذلك".