أشار مستشار ​​رئيس الجمهورية​​ للشؤون الروسيّة، النائب السابق ​أمل أبو زيد، إلى أن "رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ بات أسير مواقفه"، موضحاً أن "الشأن السياسي والعام في لبنان يختلف تماماً عن التنظير لأن التعقيدات الموجودة في الإدارة بمكن أن تفشل الوزير، بالتالي موقع الوزير ليس تقنياً فقط بل سياسي أيضاً".


واعتبر أبو زيد، في حديث تلفزيوني، أنه "حين تم الحديث عن حكومة اختصاص، كان لها مدة زمنية للقيام بإصلاحات واصحة، ولكن تجاوزها الزمن اليوم"، مشدداً على ضرورة "عدم التفرد بمصير البلد"، لافتاً إلى أن "رئيس الجمهورية ليس الشخص الذي يتلقى كما قال الحريري، وهو يجب ان يمارس الدور انطلاقا من موقعه، واوله الحكومة التي تتشكل".

كما أكد أن "النظرة الى ​تأليف الحكومة​ يحب ان تكون شاملة، وما كان يجوز في فترة مجيء الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، لا يجوز اليوم"، متسائلاً "من قال إن المجتمع الدولي يمكن أن يقدم لنا أموال إذا ألفنا حكومة من 18 وزير؟ اليوم كل الدول تعاني أزمات نقدية ومالية بسبب ​كورونا​".

وأعرب عن قناعته بأن "رئيس الجمهورية ميشال عون لا يضع توقيعه على مرسوم تأليف حكومة إلا إذا كان لديه قناعة كاملة أن الحكومة تشكلت وفق المعايير الصحيحة ومعايير الاختصاص بما يخدم الشعب اللبناني بالكامل"، موضحاً أن "ارتفاع سعر صرف الدولار هو جزء من اللعبة السياسية، واللجوء لهذه الأساليب غير جيد".

بموازاة ذلك، أشار أبو زيد إلى أنه لا يوجد "مبادرة سياسية روسية، ولكن هناك مساعٍ لاستقرار لبنان الذي يعتبرونه مهم جدا بالصيغة السياسية الخاصة به، ويمكن أن يكون مثلاً يُحتذى به للدول المجاورة، من سوريا إلى ليبيا"، موضحاً أن "اهتمام الروس بلبنان نابع من العلاقة القديمة بينهما التي تعود لأيام الاتحاد السوفياتي".

وأفاد بأن "الفرق أن الروس لا يتدخلون بالشأن الداخلي كما الدول الأخرى، لأن هناك معطيات في لبنان لا يفهمها الا البناني، وماركون أتى ودخل بالرمال المتحركة اللبنانية". وأكد أن "الموقف الروسي ينادي بما يتفق عليه اللبنانيين، وهم اتفقوا مع ماكرون على حكومة مهم وعلى التكليف الدستوري للحريري".