مازال اللبنانيون ينتظرون أي بارقة أمل نتنشلهم من حضيض المأساة ومن قاع الإنهيار، ينتظرون بادرة خير من هنا ومبادرة من هناك، ينتظرون خطابا مسؤولا يضع حدا للجرح النازف، وإذا بإطلالات لأصحاب الفخامة والدولة كانت مخيبة للآمال، ولم تكن أكثر من سجال وجدال لا يرقى إلى أبسط معاني المسؤوليات الملقات على عاتق أصحاب الدولة والتأليف والتكليف.
أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس في خطاب جديد خصصه للوضع في لبنان فكان اللبنانيون أمام وقائع جديدة، ومحاولات جديدة لفهم الازمة وعمق التحدي الاقتصادي والسياسي في قراءة جديدة وجريئة وتم تصويب الإتجاهات والمسارات نحو الحلول اللازمة، وتم تحديد المسؤوليات بجرأة لتصيب كل من حاول ويحاول اللعب على وجع الناس، وكل من يستغل هذه المأساة.
إقرأ أيضا: عون والحريري والرقص على أوجاع اللبنانيين
صوّب السيد نصر الله الإتجاه نحو كل المسؤولين سواء كانوا خصوما أم حلفاء وسواء كانوا في السلك السياسي أم في السلك المالي أم في السلك العسكري ومن هم في السلطة الحالية ومن تناوب على السلطة سابقا، معتبرا أن الجميع مسؤول عن هذه الازمة والجميع مدعوون اليوم لتحمل المسؤولية.
خطاب نصر الله بالشقّ السياسي وضع الأطر الجدية للمعالجة ما يعني أن على الجميع القيام بمسؤولياتهم وملاقاة الرؤى والاقتراحات التي طرحها السيد نصر الله بإيجابية وتلقف المبادرة تمهيدا للخروج من الأزمة انطلاقا من تشكيل الحكومة والبدء فورا بورشة عمل سياسية واقتصادية واسعة للنهوض عبر البنك الدولي وكل الإجراءات المتاحة.
ورغم ما قدمه السيد نصر الله من معالجات سياسية واقتصادية قابلة للعمل السريع إلا أن التوصيف الذي ذهب إليه لاحتجاجات الشارع لم يكن دقيقا لأن هؤلاء المتظاهرين ليسوا قطاع طرق وليسوا من هواة التظاهر او الإحتجاج إنما هم من شرائح هذا الشعب المنهوب الذي ترك بلا قوت يومه والذي ترك امام قدر الفقر والحاجة العوز والجوع، وإن ذهبت بعض الأجهزة الداخلية والخارجية لاستغلال الشارع وإن ذهبت بعض الأحزاب لاستغلال الشارع، لكنه واقع منفصل ولا يهمّ من هم في الشارع من يستغلهم بقدر ما يهمهم ما وصلوا إليه من الإنهيار المالي والمعيشي في لحظة يطالبون به بلقمة العيش الكريم أو حدها الأدنى.
إقرأ أيضا: قلم أحمد الأيوبي ليس أحمرا
وكان ينبغي أن يعبر السيد نصر الله عن استيائه من الطبقة السياسية من الفساد والسرقة من الحال التي وصل إليها اللبنانيون وهي الاساس والفعل المسبب لأي احتجاج جماهيري سواء كان بالتظاهر أم بقطع الطرق.
لا شك أن الاحتجاجات في لبنان مثار جدل ولا شك أنها بحاجة للتصحيح والتصويب لكن الوقت اليوم لإيجاد الحلول ولتحديد المسؤولين عن الأزمة وليس لتوجيه الأنتقادات للفئات الجائعة .
خطاب الأمس للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ينبغي أن يؤسس لمرحلة جديدة وفيه من الإيجابيات ما يجب أن يتلقفها الجميع علّنا نبدأ الخطوة الأولى في طريق الحل والمعالجة .