أعلن وزير المالية غازي وزني انّ خفض الدعم سينطلق من المحروقات، والبداية ستكون في البنزين بتراجع نسبة الدعم من 90 % إلى 85 %. فكيف ستصبح الاسعار نهاية الشهر الحالي موعد بدء التنفيذ؟ وكيف ستصبح مع انتهاء الدعم؟
وفي السياق، كشف الخبير النفطي جورج البراكس عن دراسة أجرتها نقابة اصحاب محطات المحروقات تفيد بأنه في حال بقي سعر برميل النفط عالمياً 68 دولارا مع سعر صرف 14 الفاً للدولار فإن كلفة الـ5 % التي من المقرر خفضها من نسبة الدعم ستنعكس زيادة 11 الف ليرة على الصفيحة، واذا بدأ تطبيق هذا الخفض نهاية الشهر اي في خلال 14 يوما ومع الاخذ بالاعتبار انّ هناك زيادة مرتقبة على اسعار المحروقات الاسبوع المقبل تقدّر بـ 4000 ليرة، فمن المتوقع ان يرتفع سعر الصفيحة الى 55 الفاً، مع التشديد على انّ هذه الارتفاعات تأتي في ظل استمرار الدعم على المحروقات بنسبة 85 %.
وقال: امّا في حال رفع الدعم كلياً، ولا يزال سعر برميل النفط 68 دولارا وسعر الصرف 14 الفا، فإنّ سعر الصفيحة حسابياً سيتجاوز الـ 165 الفا، انما في الواقع ان رفع الدعم كليا عن البنزين سيدفع بالمستوردين الى تأمين كل كتلة الدولارات المطلوبة من السوق السوداء، بما يعني انّ الطلب على الدولار سيزيد وسعره مقابل الليرة سيرتفع بأشواط عما هو عليه اليوم. وقَدّر البراكس حجم الطلب في السوق السوداء بحوالى 5 ملايين دولار يوميا، أما المحروقات فستحتاج الى تأمين 10 ملايين دولار يوميا من السوق السوداء، ما يعني ان الطلب في السوق السوداء سيرتفع الى 15 مليون دولار يوميا، وحُكماً انّ ارتفاع الطلب هذا سينعكس زيادة كبيرة في سعر الدولار مقابل الليرة ربما يصل الى 30 الفا او أكثر. لذا، نحن نعتبر ان سعر الصفيحة لن يكون 165 الفا لا بل ليس اقل من 200 او 300 الف ليرة.
وكشف البراكس عن طروحات قيد الدرس مع وزارة الطاقة والمديرية العامة للنفط، تقضي بإصدار جدول تركيب الاسعار مرتين في الاسبوع بدلا من مرة واحدة، ويهدف هذا التوجه الى امتصاص التقلبات الكبيرة في سعر صرف الدولار لتجنب أي ارتفاعات كبيرة في اسعار المحروقات دفعة واحدة. على سبيل المثال، بدل رفع سعر الصفيحة 8000 ليرة دفعة واحدة يزداد سعر الصفيحة 4000 ليرة مرتين في الاسبوع، لافتا الى انه لو طبّق سعر الدولار في السوق السوداء اي 15 الفا على تسعيرة البنزين لكانت الزيادة المتوقعة امس 7500 ليرة على الصفيحة، لكن تجنباً لهذه الصدمة في السوق تأخر اصدار الجدول الاسبوعي للمحروقات، وتداعى المعنيون من الشركات المستوردة للنفط ومديرية النفط ووزارة الطاقة الى اجتماع، وجرت مفاوضات أفضَت الى زيادة 4200 ليرة و4100 ليرة على صفيحتي 98 و95 اوكتان على التوالي، احتسب خلالها الدولار على سعر 12500 ليرة بدلاً من 15 الفا.
وردا على سؤال، اوضح البراكس ان لا قرار نهائياً بعد في ما يتعلق بإصدار جدول تسعيرة المحروقات مرتين في الاسبوع، إنما في حال اتخذ فقد يصدر الجدول في يومي الاثنين والاربعاء او يومي الاربعاء والجمعة، ومن غير المستبعد ان يصدر جدول تسعير جديد يوم غد الجمعة.
جدول الاسعار
الى ذلك، حمل جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الأسبوعي الذي تصدره وزارة الطاقة والمياه ارتفاعات كبيرة متأثرة بالارتفاع الذي شهده سعر صرف الليرة خلال الاسبوع، فزاد سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 4100 ليرة ليصل الى 38900 ليرة، وزاد سعر صفيحة 98 اوكتان 4200 ليرة ليصل الى 40 الفا. وارتفع الديزل اويل 3300 ليرة ليصل الى 27700 ليرة، كذلك ارتفع سعر قارورة الغاز 2300 ليرة ليصل الى 28100 ليرة.
من جهة أخرى، أصدرت المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه بياناً اكدت فيه انّ الدعم لا يزال ساري المفعول، جاء فيه: يهمّ المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه ان توضح للرأي العام انها قامت بدراسة علمية وموضوعية ترتكز الى مؤشرين: الاول سعر النفط عالمياً؛ والثاني يرتبط مباشرة بالارتفاع الحاد لسعر الدولار الأميركي؛ حيث يلزم مصرف لبنان من خلال التعميم الصادر عنه تأمين 10 % من القيمة الكلية للسعر النهائي بالدولار الأميركي بالسعر الحالي السائد في السوق.
كما يهمّنا التأكيد انّ الدعم ما زال مطبقاً وساري المفعول، ولا ارتباط إطلاقاً بين ارتفاع سعر المحروقات لهذا الأسبوع بموضوع الدعم، علماً ان أي قرارات اخرى تعود إلى المراجع المختصة. ولذلك من الطبيعي جدا، وفق هذه المسارات المنوّه عنها، ان تتأثر أسعار المشتقات النفطية تصاعدياً لتصبح كالآتي:
ديزل أويل مركبات: 27,700 ل.ل، بنزين 95 أوكتان: 38,800 ل.ل وبنزين 98 أوكتان: 40,000 ل.ل.