أثارت إقالة القياديّ بحركة التحرير الفلسطيني "فتح"، ناصر القدوة، جدلًا داخليّا ووطنيّا بين مرحّب بهذا القرار ومنتقد له. وقد غلب هذه المرّة الانتقاد على التأييد في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها الساحة السياسيّة الفلسطينيّة بشكل عامّ وحركة فتح بشكل استثنائيّ.
حركة فتح لها امتداد شعبيّ واسع، ومن الطبيعيّ أن تعيش الحركة مخاضات كبيرة وخلافات داخليّة قد تنتهي أحيانًا بانشقاقات مؤلمة. وقد علّق مسؤولون بالسّلطة الفلسطينيّة برام الله على هذا الخبر، حيث انتقد معظمهم القرار الأخير لمركزيّة فتح نظرًا لتوقيته الحرج واحتمال تأثيره بشكل كبير على صورة حركة فتح، خاصّة مع وجود منافس قويّ في انتخابات المجلس التشريعي القادمة اسمه حماس.
وتشعر قيادات فتح بالقلق وبالانشغال العميق من تعدّد القوائم الانتخابيّة التابعة لقيادات سابقة بحركة فتح، لأنّ من شأنها إضعاف حظوظ فتح في الفوز في هذه الانتخابات، وقد تساءل البعض من الخبراء الفلسطينيّين عن جدوى إقالة القدوة في هذا التوقيت، وذهب معظمهم إلى أنّ تقديرات الحركة لم تكن صائبة هذه المرّة ودعا بعضهم فتح للتدارك ولملمة صفّها الدّاخلي قبل الاستحقاقات الانتخابيّة المقبلة.
من ناحية أخرى، تواصل حركة حماس استعداداتها للانتخابات التشريعية القادمة، حيث تشير مصادر مقربة من الحركة أنّ قيادات حماس تحاول استغلال الظّرف الذي تمرّ به فتح لإحداث اختراق تاريخيّ في الضفّة الغربيّة.
هذا ويشعر جزء كبير من نشطاء الضفة الغربيّة بالانشغال العميق من احتماليّة فوز حماس بموطئ قدم في الضفّة، ذلك أنّ هذه الحركة مصنّفة إرهابيّة في معظم دول العالم الغربيّ، ممّا قد يضع الضفة، المتنفّس الوحيد للفلسطينيّين، في وضع شبيه بقطاع غزّة.