رحب رئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري بالزيارة التاريخية التي يقوم بها قداسة البابا فرانسيس إلى العراق البلد الذي يعرف بتنوعه الديني والعرقي، والبلد نفسه الذي عانى الأمرّين من الحروب العبثية المذهبية والطائفية.
وأمل الشيخ الجوهري أن تسهم هذه الزيارة في إرساء قيم الحوار والتلاقي والمحبة والتسامح تلك القيم التي نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
واعتبر الشيخ الجوهري أن مبادرة البابا بزيارة المرجعية الدينية في النجف الاشرف هي بلا شك لحظة تاريخية ستؤدي إلى المزيد من تمتين أواصر التلاقي بين الشعوب وهي في السياق عينه الذي أراده البابا فرانسيس خلال زيارته الأزهر الشريف ومنطقة الخليج.
وأمل الشيخ الجوهري أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير لإنهاء التوتر المذهبي والحروب الطائفية وكما كان يردد قداسة البابا يوحنا بولس الثاني دائما: أن الحرب ليست دائما حتمية انما هي هزيمة للانسانية، فلا سلام من دون عدالة ولا عدالة من دون غفران.
وأضاف الشيخ الجوهري: أن البابا يوحنا بولس الثاني عام 2002 استخدم كل الوسائل لمنع غزو العراق وعبر عن قلق العالم ازاء الحروب.
وقال: لا ابدا للحرب التي حفرت اخدودا عميقا بين الغرب و الاسلام.
وكان موقف الكرسي الرسولي بكلمة ( لا للحرب) حازما لرفضه للحرب والقتل وكل وسائلها، وقدم نفسه لحماية العراقيين ، مسلمين ومسيحيين وايزيدين وكاكائيين وبهائيين وزردشتيين وصابئة مندائيين، ومنذ بدايات الكنيسة في بلاد الرافدين والمسيحيون حاضرون في ارض ابراهيم، وهكذا قال البابا بنديكتوس السادس عشر.
واعتبر الشيخ الجوهري أن زيارة البابا فرانسيس اليوم تكشف ابعادا ثلاثة في شخصية الحبر الاعظم.
أولا انه رجل دولة ( دولة الفاتيكان)
ثانيا رجل سلام يقيم ويدعو للصلاة من أجل السلام في أسيزي التي احتضنت الصلاة من أجل السلام في الشرق الاوسط وشاركها المؤمنون بالسلام في كل أنحاء العالم، ولا سيما في لبنان.
وثالثا رجل حب ومحبة
نحن في لبنان بحاجة الى أن نعيش روحية هذه الزيارة وروحية التآخي لأن التآخي والحب هما اللذان يصنعان الحوار وهذا الحوار الذي تنادي به الكنيسة المارونية في لبنان، والذي يجب على الجميع ملاقتها وسط الطريق لكي نقيم حوارنا على مستقبل بلادنا ، لان الازمة تقترب شيئا فشيئا ولن تبقي لن تذر.