كما كل شيء، فيه مصلحة لحزب الله ولمحور الممانعة فهو مباح حلال بل واجب، بل مقدس، واما مع انتفاء مصلحتهم وفيه مصلحة للناس والبلد ومن دون الإضرار حتى بمصالح الحزب فهو حرام ممنوع بل هو رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه!
وهذه المعادلة تحكم كل شيء، نعم كل شيء، من اصغر ردة فعل يعبّر عنها معترض من هنا او هناك، فضلا عن حق التظاهر وقطع الطرقات ونصب الخيم في الساحات، ومرورا بامتلاك السلاح من دولة خارجية ووصولا الى نسج العلاقات الدولية والتعاون مع والتنسيق والتواجد خارج الحدود.
قليلة جدا هي المرات التي يطل فيها امين عام حزب الله علينا، ولا يتناول فيها اوضاع المنطقة من سوريا الى العراق واليمن والبحرين والخليج واوروبا واميركا، محذرا هذا متوعدا ذاك منبها تلك معلنا حزبا على اولئك محرضا شارحا امرا ناهيا،
ماذا يجب ان يفعل العراقيون، كيف نقف الى جانب الحوثيين، الافاق التي يجب ان يحلم بها السوريون، الخطوات التي يجب ان يقدموا عليها انظمة الخليج، ما هي الرؤية التي على اوروبا ان تنتهجها، لمن يصوت الاميركيون، مصير الاتفاق النووي بين ايران وباقي دول العالم ووو.
كل هذه المواقف الدولية، لا تعد تدخلا بشؤون الاخرين، ولا هي موضوعات محل استهجان، تحت مبرر اساسي ان لبنان ليس جزيرة منعزلة عن العالم، وبالتالي فان كل ما يجري على الكرة الارضية ومجرة درب التبانة حتما له انعكاساته على لبنان، وعلينا التعاطي معه من هذه الخلفية.
إقرأ أيضا : هاتف لقمان
اما ان يخرج البطريرك الماروني ورأس الكنيسة، مناشدا الدول الصديقة للبنان والامم المتحدة لمد يد العون وانتشال لبنان مما هو فيه ومن الدرك الذي وصل اليه بفضل طبقة سياسية عفنة لا يعنيها ما يتخبط به البلد والناس من ويلات ومصائب ودمار وانهيار وجوع وايام سوداء ومستقبل قاتم، فهذا امر مستهجن بنظر السيد، وهو دعوة الى الحرب !!
لم يكتف امين عام حزب الله في اطلالته الاخيرة، بإعلان رفضه الحاسم والحازم لطرح البطرك الراعي الاخير ومناشدته الامم المتحدة التدخل لمساعدة لبنان، كما كان رفض من قبل الدعوة الى تحييد لبنان، وكما ايضا عُطلت مبادرته الداخلية بتقريب وجهات النظر بين عون والحريري، وانما جاء طرح السيد للحل هو بتشكيل حكومة من الاطراف عينها التي اوصلتنا الى هذا القعر الذي نحن فيه!!
بمعنى آخر، في حين ان البطرك لا يتوانى عن التفتيش على حل ممكن، بكل مرة يقارب فيها الازمة التي نعيشها، يخرج علينا السيد لرفضها ومحاربتها، وليس في جعبته الا حل اوحد هو المشكلة عينها، والاصرار على اخذ البلاد والعباد الى مزيد من المعاناة
ففي الوقت الذي يناشد فيه وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الاتحاد الاوروبي للتوسط مع اميركا، لتسريع الخطوات نحو العودة الى الملف النووي،( وهذا طبعا حلال )، يمنع على البطريرك او اي جهة لبنانية مناشدة الامم المتحدة للتوسط بين المكونات اللبنانية للتسريع الخطى من اجل تشكيل حكومة اصلاحية إنقاذية ( فهذا حرام ) .