كتبت "الشرق الأوسط": يقدر الباحثون أن حوالي أربعة من كل خمسة مرضى بفيروس «كوفيد 19» يعانون من فقدان جزئي أو كلي لحاسة الشم، وقد لا يعاني الكثير من الأعراض الأخرى، وأنه لا علاقة لذلك بانسداد الأنف، بل بالتدمير الذي يسببه فيروس كورونا لأنظمتنا العصبية.

 

يتعافى العديد من المرضى من فقدان حاسة الشم بسرعة، فيما تتراجع حاسة الشم لدى البعض الآخر لتصبح أقل مما كانت عليه، وقد لا يستعيد بعض الناس حاسة الشم أبداً. وتقدر أعداد هذه الحالات بالملايين في جميع أنحاء العالم.


 
 

وبحسب كلير هوبكنز، رئيسة ««الجمعية البريطانية لطب الأنف»، فإن علم ودراسة حاسة الشم، مقارنة بالبصر أو السمع، لا تزال في العصر الحجري.

 

لكن هذا الحال يمكن أن يتغير ولو جزئياً بفضل هوبكنز نفسها. ففي آذار، الماضي شاركت هوبنكنز في تأليف بحث تحذيري إخباري متواضع بعنوان «فقدان حاسة الشم كمؤشر على الإصابة بفيروس كوفيد 19»، وسرعان ما تلقت طوفاناً من الردود من جميع أنحاء العالم يبلغها أصحابها بتأكيدات للظاهرة نفسها. وبعد أقل من عام واحد أصبحت حاسة الشم من أكثر المشاهد إثارة في الطب. ويوجد حالياً اتحاد عالمي للأبحاث الحسية الكيميائية، حيث يتعاون خبراء من أكثر من 60 دولة للوصول إلى أعماق مرض «كوفيد19» وتأثيره على حاسة الشم.

 

من الناحية العصبية، تعتبر حاسة الشم إحدى أكثر الحواس البدائية لدينا، إذ أن إدراك الرائحة ينطلق مباشرة من مستقبلات الأنف إلى أدمغتنا، متجاوزاً منطقة «المهاد» (منطقة في الدماغ وظيفتها بث الإشارات الحسية) ليثير الذاكرة أو العاطفة في الحال. على النقيض من ذلك، تتطلب حواس النظر والسمع واللمس التذوق عدة قفزات متشابكة إضافية. لكن معظم إدراكنا لهذا الشعور هو في الواقع منتج ثانوي للرائحة في المقام الأول.

 

إن الثراء الكبير لعالم الشم لدينا لهو سبب لعدم وجود مفردات تكفي لوصفها بشكل مناسب. وكونك في حيرة من الكلمات، فقط فكر في آخر مرة تذوقت فيها طعم القهوة – فنحن نميل، على سبيل المثال، إلى ارتكاب خطأ الاعتقاد بأن الشم أقل أهمية من النظر.