لمدة 10 أيام، تمكّنت مجموعة الاختبارات القائمة على تفاعل البوليميراز المتسلسل (Polymerase Chain Reaction-PCR)، التي تمت الموافقة على 3 منها في الوقت الحالي، من التمييز بين السلالات المتحورة المتداولة التي رُصدت إحداها في فرنسا.
وفي التقرير الذي نشرته صحيفة "لوباريزيان" (Le Parisien) الفرنسية، نقلت الكاتبة فلورانس ميريو عن عالم الأحياء الطبية أرنو تشينبيت أنه "خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية، كنا نرسل تقريرا مزدوجا إلى مرضانا. الأول، بعد حوالي 12 ساعة من الاختبار، لإطلاعهم على النتيجة. وإذا كانت إيجابية، يردهم بعد 48 ساعة تقرير يبين ما إذا كانت الإصابة نتيجة إحدى السلالات المتحورة من الفيروس".
ولا يخضع سوى عدة آلاف للتحليل المزدوج من أصل 20 ألف مصاب جديد يوميا. وبناء على ذلك، إذا تلقى البعض تقريرا مزدوجا، فذلك لا يعني أن جميع المصابين سيتلقونه بالضرورة.
حسب ليونيل باراند، رئيس اتحاد علماء الأحياء الطبية الشباب، فإن "هذه الاختبارات حديثة جدا، ولا يمكن لجميع المختبرات القيام بها". ومع تتبع المخالطين لهذه الحالات بشكل مكثف، يدعو التأمين الصحي والوكالات الصحية الإقليمية في المقام الأول إلى منح الأولوية للأشخاص المصابين بالسلالات الجديدة المتحورة من فيروس كورونا.
وذكرت الكاتبة أن السلطات الفرنسية خصصت هذه المجموعة من الاختبارات لهذه الفئة، وتشدد على الحجر المنزلي وضرورة إبلاغ الأشخاص المخالطين للمصابين بأسرع وقت ممكن. وبما أن هذه السلالة المتحورة أكثر عدوى، فإن ذلك يمكن أن يساهم في تسارع وتيرة تفشي الوباء. وهو لا يشمل اختبارات المستضدات، التي تجرى غالبا أمام الصيدليات.
ويقول جان ميشيل بولوتسكي، رئيس مركز علم الأمراض السريري في مستشفى هنري موندور، إن هناك طريقتين لتحديد السلالات المتحورة:
الطريقة الأولى: من خلال مجموعات الاختبارات المحددة أو تلك التي تسمى "ثيرمو فيشر" (Thermo Fischer)، وهي مخصصة للسلالة المتحورة البريطانية والجنوب أفريقية.
الطريقة الثانية: تتمثل في التحليل الكامل لتسلسل جينوم الفيروس، التي تمكن من رصد التحورات على مستوى العالم.
السلالة المتحورة البريطانية أكثر انتشارا
ونقلت الكاتبة عن ممثل أطباء مستشفيات باريس، ريمي سالومون أنه "على المستوى الوطني، سيُظهر المسح "السريع" الثاني أن عدوى السلالات المتحورة تتزايد بالتأكيد، ولكن بدرجة أقل من الدول الأخرى. وتمثل السلالة البريطانية ما بين 15-20% من الحالات".
لم تفاجئ هذه الأرقام الدكتور أرنو تشينبيت، الذي أكد أنه من بين 400 اختبار يتم إجراؤه يوميا في مختبره، هناك حوالي 7% إلى 8% منها إيجابية، وحوالي 50% منها تشمل السلالة المتحورة البريطانية.
العالم يواجه نحو 4 آلاف سلالة من كورونا
وقالت بريطانيا اليوم الخميس إن العالم يواجه نحو 4 آلاف سلالة من فيروس كورونا، مما أدى إلى سباق على تحسين اللقاحات إذ بدأ باحثون اختبار الجمع بين جرعتين إحداهما من لقاح فايزر (Pfizer) والأخرى من لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca).
وتم توثيق آلاف السلالات مع تحور الفيروس، ومنها السلالات التي يطلق عليها البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية والتي يبدو أنها تنتشر أسرع من غيرها.
وقال ناظم الزهاوي -وهو الوزير البريطاني المسؤول عن تطوير اللقاحات- لمحطة سكاي الإخبارية "من المستبعد بشدة ألا يكون اللقاح الحالي فعالا مع السلالات المتحورة، سواء في مقاطعة كنت أو مع سلالات أخرى، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالأعراض الشديدة والعلاج في المستشفيات".
وأضاف "تبحث جميع الشركات المصنعة، فايزر-بيونتيك ومودرنا وأكسفورد-أسترازينيكا وغيرها، كيفية تحسين لقاحاتها للتأكد من أننا جاهزون لأي سلالة.. هناك حوالي 4 آلاف نوع مختلف من كوفيد حول العالم حاليا".
ومع ظهور آلاف السلالات الناجمة عن تحور الفيروس مع استنساخه، يرجح أن تكون لأقلية صغيرة جدا منها فقط أهمية وأن تغير الفيروس بطريقة ملحوظة، وذلك وفقا للدورية الطبية البريطانية.
وقال الزهاوي "لدينا أكبر صناعة لتسلسل الجينوم.. لدينا نحو 50% من صناعة تسلسل الجينوم في العالم، ونحتفظ بمكتبة تضم جميع السلالات لنكون مستعدين للتعامل، سواء في الخريف أو ما بعد ذلك، مع أي تحد قد يمثله الفيروس وإنتاج اللقاح التالي".
وأطلقت بريطانيا اليوم الخميس تجربة لتقييم الاستجابات المناعية عند التطعيم بجرعيتن، إحداهما من لقاح فايزر والأخرى من لقاح أسترازينيكا.
وقال الباحثون البريطانيون القائمون على التجربة، إن البيانات الخاصة بتطعيم الناس بنوعين مختلفين من اللقاحات قد تساعد في فهم ما إذا كان بالإمكان توزيع الجرعات بمرونة أكبر في العالم. ويُتوقع صدور البيانات الأولية عن الاستجابات المناعية في يونيو/حزيران تقريبا.
وستختبر التجربة الاستجابات المناعية للتطعيم أولا بجرعة من لقاح فايزر تليها جرعة معززة من لقاح أسترازينيكا، والعكس أيضا، بفترات فاصلة بين الجرعتين تمتد 4 أسابيع و12 أسبوعا.