مع مرور الوقت، تتغير المعلومات بشأن فيروس كورونا، إذ أن هناك الكثير من المعطيات الجديدة بشأنه قد دخلت على الخط، وهذا أمرٌ حتمي نظراً لخطورة هذا الوباء وما يترافق معه من أمورٍ هامة.
وفي الوقت الحالي، هناك أكثر من 102 مليون حالة معروفة حول العالم، وهذا العدد في ازدياد. وعلى الرغم من مرور ما يقرب من عام على إعلان "كورونا" جائحة عالمية، فإن هناك الكثير من العلماء الذين يواصلون دراساتهم لفهم هذا الفيروس، ما يعني أن المعلومات بشأنه ستتدفق باستمرار.
وفي ما يلي بعض المعلومات التي عرفناها عن "كورونا" في شهر كانون الثاني 2021:
تحسبا لاحتمال أن تصبح غير فعالة.. هذا ما تهتم به "الصحة العالمية" الآن بشأن لقاحات كورونا
خلال شهر كانون الثاني، برزت بشكل كبير المعلومات عن سلالات كورونا الجديدة المتحوّرة والتي ظهرت في بريطانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل الولايات المتحدة.
ومن المؤكد أن الأخبار التي تشير إلى تحور الفيروس مقلقة، لكن خبراء الأمراض المعدية ومسؤولي الصحة العامة كانوا مستعدين تمامًا لهذا الاحتمال، بل إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وصفت هذه السلالة بأنها "متوقعة".
وليس من المفاجئ رؤية فيروس كورونا يتغير ويتطور، فهذا ما تفعله الفيروسات. ومع تفشي عدوى "كورونا" في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، فإن الفيروس لديه الكثير من الفرص للقيام بذلك.
وتثير 4 من سلالات فيروس كورونا المتحورة الجديدة القلق بشكل خاص. وصرحت الدكتورة روشيل والينسكي، الرئيس المعين حديثاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في إيجاز صحفي، الأربعاء: "يبدو أن السلالات التي تم تحديدها مؤخراً تنتشر بسهولة أكبر. فهي أكثر قابلية للانتقال، مما قد يؤدي إلى زيادة عدد الحالات، وزيادة الضغط على نظامنا المثقل بالفعل".
وأكثر ما يخشاه العلماء هو أن تتحور إحدى سلالات فيروس كورونا إلى درجة أن تسبب مرضاً أكثر شدة، أو يتجاوز اكتشافها قدرة الفحوصات أو تتجاوز الحماية التي يوفرها التطعيم.
وبينما يبدو أن بعض السلالات الجديدة تحتوي على تغييرات، تبدو وكأنها يمكن أن تؤثر على الاستجابة المناعية، إلا أن الأمر يتعلق فقط بدرجة معينة.
ارتداء قناع مزدوج
ويتساءل الكثيرون عن مدى فاعلية ارتداء كمامتين ومدى ضمانهما وقاية أكبر من فيروس كورونا. والإجابة على هذا السؤال ليست مخيبة للآمال، بل إنها تذهب في اتجاه مقولة "الوقاية أكثر هي أفضل من العلاج".
وبحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ"، فإنّ المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، توصي بارتداء كمامة من القماش مصنوعة من طبقتين أو أكثر، والتأكد من أنها تغطي الأنف والفم، مع التشديد على أن هذه الكمامة يجب أن تغلق كل الفجوات على جانبي الوجه.
وفي السياق، أوضح الدكتور "ديفيد هامر" خبير الأمراض المعدية في جامعة بوسطن، أنّ ارتداء كمامة واحدة فقط يجب أن يكون كافياً لمعظم المواقف طالما أنها مناسبة تماماً وغير فضفاضة.
وبحسب "بلومبيرغ"، فإن بعض الأشخاص قد يرغبون في الحصول على حماية إضافية، خصوصاً إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بمرض شديد. ولذلك، تقول الدكتورة "مونيكا غاندي" خبيرة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا، أن أحد الخيارات في السيناريوهات التي تريد فيها حماية إضافية هو ارتداء كمامة من القماش بالإضافة إلى كمامة طبية، لافتة إلى أن هذه الطريقة يمكن أن تساعد في تحقيق تأثير مماثل لكمامة "N95".
وأوصت غاندي بالحماية الإضافية للأشخاص الذين سيكونون في المناطق التي فيها معدلات انتقال عدوى عالية، كما أوصت بأنه إذا أراد أي شخص حماية "قصوى" فإنه يجب عليه ارتداء كمامة من قماش متكونة من طبقتين يتوسطهما مرشح (filter).
وأكّدت الطبيبة أنه من المهم عند ارتداء كمامات القماش المفردة للاستخدام اليومي، أن تكون مصنوعة من مادة منسوجة بإحكام ولها طبقتان على الأقل، مما يخلق عقبة تجعل من الصعب على الجسيمات الحاملة للفيروس اختراقها.
تجنب المسكنات بعد تلقي لقاح كورونا
نصح الخبراء الصحيون بعدم تناول الأدوية المسكنة بعد تلقي لقاح "كورونا"، إذ أن البعض لجأ لتلك العقاقير لتفادي الآثار الجانبية النادرة للجرعة، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على الجسم.
وفعلياً، فإن بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاح قد يعانون من آثار جانبية وهي الألم المؤقت والتورّم في موقع الحقن، الحمى، القشعريرة، التعب، آلام العضلات، وآلام الرأس.
وإزاء ذلك، فقد طرحت هذه الآثار الجانبية تساؤلات حول إمكانية اللجوء إلى مسكنات الألم الشائعة التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين (أدفيل) مسبقاً.
وفي هذا الإطار، قال خبراء إنّ "هذه الأدوية قد لا تخفف الألم فحسب، بل تعطّل فعالية اللقاح بشكل كامل"، وفق ما ذكر موقع "abcnews".
ووفقاً للخبراء، فإنّ الآثار الجانبية للقاحات ناتجة عن تنشيط الجهاز المناعي، ما يعني أن الجسم يبدأ في بناء أجسام مضادة لفيروس كورونا، وهذا الأمر الذي يحتاجه كل شخص. إلا أن مسكنات الألم قد تمنع أجزاء من الجهاز المناعي العمل وتبطئ الإستجابة المناعية، وبالتالي فإنّ توليد الاجسام المضادة لن يحصل بالشكل الكافي في حال تناول تلك الأدوية.
ونقل عن دراسة من جامعة ديوك أنّ "الأطفال الذين تناولوا مسكنات الألم قبل الحصول على لقاحات الطفولة لديهم أجسام مضادة أقل من أولئك الذين لم يتناولوا الأدوية".
من جهته، شدد الدكتور ويليام شافنر، أخصائي الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، على أنّ "أكثر العوارض الجانبية شيوعاً هي الألم في موقع اللقاح، وهو الأمر الذي يمكن تحمله من قبل الكثير من دون اللجوء إلى المسكنات".