تتواصل أخبار اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد بشكل مستمر، لكن قلما نسمع عن دواء جديد ضد مرض "كوفيد 19"، فيما يحذر خبراء من التركيز على التطعيم وإهمال العقارات التي تساهم بدورها في تخفيف آلام المرضى وإنقاذ أرواحهم.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن الآلاف يلقون حتفهم يوميا في الولايات المتحدة من جراء المرض، بينما تحتاج عملية التلقيح إلى أشهر إضافية حتى تتحقق المناعة الجماعية أو يجري الاقتراب منها على الأقل.
وينبه كبير مستشاري الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، إلى أن بلوغ المناعة الجماعية أو ما يعرف بمناعة القطيع يحتاج إلى تلقيح ما يقارب 85 في المئة من السكان ضد العدوى.
وذكر المصدر أن الأطباء يجدون أنفسهم حاليا أمام أدوية محدودة، عندما يعالجون المصابين بمرض "كوفيد 19" الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي، ثم تحول إلى جائحة عالمية.
وتوجد في الوقت الحالي أدوية لكورونا تعد على رؤوس الأصابع، مثل "ريمديسيفير" والأجسام المضادة وحيدة النسيلة والستيرويد "ديكساميثاسون".
وساعدت هذه العقارات على تحسن حالة كثيرين منذ زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، خلال الربيع الماضي.
لكن هذه الأدوية تقدم لفئات محدودة فقط من المرضى، وبحسب شدة الأعراض التي تظهر عليهم، وهو ما يعني أن العالم ما يزال في حاجة ماسة إلى أدوية مضادة لـ"كوفيد 19".
وإذا كان تطوير أدوية ضد مرض "كوفيد 19" قد تعثر فذلك ناجمٌ بالأساس عن تركيز الحكومة الأميركية على اللقاح الذي يحقق الوقاية، بينما أُهملت جهود التوصل إلى أدوية.
وأنفقت الولايات المتحدة ما يقارب 18.5 مليار دولار على تطوير اللقاحات، وهو ما ساعد على طرح أكثر من لقاح مضاد لفيروس كورونا، في فترة وصفت بالقياسية، ولم تنته سنة 2020 إلا وقد كانت جاهزة للاستخدام الطارئ.
في بداية الأزمة، حاول بعض الباحثين أن يستفيدوا من الأدوية المتاحة في السوق، لأجل علاج مرض "كوفيد 19" لكن هذا الرهان لم يكن ذا فائدة كبيرة.
وروج الطبيب والباحث الفرنسي، لعقار "هيدروكسي كلوروكين" الخاص بالملاريا، وجرى تقديمه في كثير من الدول، لكن النتائج لا تظهرُ نجاعة مؤكدة، بحسب "نيويورك تايمز".