في شرقنا المعذّب، قلّما نجد شخصيّةً قائدةً كانت بنت عصرها واشتغلت لمصلحة شعبها وبنت دولةً حديثةً متقدِّمة على ما نشاهد في بلاد الله الواسعة. ألم نكن نستحقُّ قادةً أفضل وحياةً أفضل؟ لماذا يتقدّم غيرنا ونتأخّر نحن؟ وهل النُّخبة الاجتماعيَّة القائِدة مرآةٌ تعكس أرذل ما في المجتمع أم يُفترض بها أن تكون نموذجًا وقدوة؟!
نتساءل كثيرًا:
هل المجتمع يستحقُّ طبقةً فاسدة وهل القائد مرآةٌ يعكس قاع المجتمعات أم أنَّه نموذجٌ وقدوة؟ وهل النُّخبة الاجتماعيَّة موجِّهةٌ وقائدةٌ أم عاكسةٌ لما هو أسوأ ما في المجتمع؟
أليس النَّظر إليها كذلك يعفيها من المسؤوليَّة عن فسادها ويمنع عنها الثَّورة أو على الأقل مطالبتها بتحسين أدائها؟
هل فعلًا كان الشَّعب الجزائريّ يستحقّ بوتفليقة؟ وهل خَلَتِ الجزائر، بلد المليون شهيدًا، من شخصٍ عظيمٍ يليق بعظمتها وتاريخها؟
لماذا عندما نقاوم نجد شخصيَّاتٍ تُدهشنا بأدائها وتضحياتها؟ وعندما نريد أن نحكم يتقدّم الأراذل والأوغاد للحكم؟
وهل حاشية السُّلطان تُمثِّل الشَّعب أم أنَّها فئةٌ منفصلةٌ عن الشَّعب وانقلبت على مصالحه ولم تعد تُمثِّل إلّا مصالحها؟
وما عدد هذه الحاشية نسبةً إلى مجموع الشَّعب؟ وهل الشَّعب عندما يُسلِّم أمره إلى قائدٍ ما يكون يعرف أنَّ هذا القائد سيسعى فقط وراء مصالحه؟ أم أنَّ هذا الشَّعب وثق بالقيادة وسلَّم أمره لها؟
وهل الثَّورة ممكنةٌ دائمًا على مَنْ جيَّر كلَّ مقدِّرات الدَّولة من سلاحٍ ومالٍ ونفوذٍ لصالحه؟
بناءً عليه، هل نلوم القادةَ أم نلوم أنفسنا؟