نطقها بلسانه النائب سامي الجميل ، وباسم كل هذه الطبقة السياسية الحاكمة ، عندما قال : ان
عدم الاتفاق على قانون انتخابي جديد هو نتيجة ارتباط الأفرقاء اللبنانيين بكل محاور المنطقة .
وكان واضحا اكثر فاكثر عندما قال : ان هناك معركة إقليمية في المنطقة ، واللبنانيون ارادوا ان يكونوا جزءا منها ، معترفا بتقزيم قانون الانتخاب - الذي يفترض ان يشكل نقلة نوعية باتجاه
الحياة الديمقراطية الفعلية في لبنان - الى درك حسابات الربح والخسارة ، وبالتالي دفع البلاد الى الفراغ والحائط المسدود ...
ماذا ترانا نقول ، وبأي تعابير يمكن ان نوصف ممثلي الامة جمعاء في النص الدستوري ، وعلى
الارض لا يعدون كونهم ممثلي الزواريب والدكاكين الطائفية والمذهبية والمناطقية ...
بعد طول ذهاب وإياب من والى المجلس النيابي، من والى عين التينة ، حتى انكشفت الامور وبان
المراد المستور ، الا وهو كاس التمديد ... وفي اليوم التالي يطالعونا انهم ، حتى على التمديد ...
لم يتفقوا . كنا ننتظر أرنبا من أرانب الرئيس نبيه بري المعهودة في اللحظة الاخيرة ، غير ان هذا الأرنب لم يظهر ... مع العلم ان رئيس المجلس نزل بكل قوته الى ساحة البحث والنقاش ، وتراس بدلا من النائب روبير غانم اجتماعات لجنة التواصل النيابية . ولا نكشف سرا اذا قلنا ان ًالاستاذً
ظاهرا يعلن انه ضد التمديد ولو ليوم واحد ، وباطنا هو يرغب به ، فيما العماد ميشال عون الذي يعلن انه سيذهب الى قانون الستين مكرها ، يدفع ضمنيا بقارب الخيارات باتجاهه ، لان الأكثرية النيابية - وفق هذا القانون - ستاتي لصالح ١٤ اذار ، وهؤلاء سيغتنموها فرصة ، في حينه ،
لإزاحة الرئيس بري عن رئاسة المجلس ، وإيصال احد المحسوبين عليهم الى سدة الرئاسة الثانية ،
وهذا ما ينعش قلب العماد .
في اي حال ، حملت الساعات الماضية تطورات أمنية ، حرفت الأنظار عن شؤون و شجون الاستحقاق الانتخابي - ولو ان المهل اصبحت داهمة - فمعارك القصير ، وقرار ًحزب الله ً بحسمها لصالح النظام السوري ، وارتداد صدى هذه المعارك على الساحة الطرابلسية في الشمال ، جعلت من المشهد الداخلي ، جد معقد ، وما يزيده تعقيدا ان العيون الغربية ًحاضرة
ناضرة ً دائماً للتربص بنا ، فها هو مستر اوباما الذي سارع الى الاتصال بالرئيس ميشال
سليمان ، يفطن - ولو من باب الشكوى من تعاظم دور حزب الله في الأزمة السورية - الى تذكيرنا بممارسة التراث الديمقراطي ، منبها الى ان مفتاح الاستقرار الداخلي هو بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها ... فما كان من رئيس الجمهورية الذي لا حول له ولا قوة ، الا ان شدد وبعد
ساعات معدودة على اتصال اوباما ، على اهمية عدم انجرار الأفرقاء اللبنانيين الى القتال الدائر
في سوريا، انسجاما مع ما نص عليه اعلان بعبدا، لافتا عناية المسؤولين الى استحقاقات البلد الاساسية ، التي يجب ان تكون محط اهتمامهم قبل اي امر اخر .
وبما ان مسؤولينا ، كما يقول النائب الكتائبي الشاب ، يربطون معارك الداخل بنتائج معارك
الخارج ... فلنشخص بانظارنا صوب القصير إذن ... لنرى !!!
بانتظار معارك القصير
بانتظار معارك القصيرنهلة صفا
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
321
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro