بداية لابد من التذكير بأننا في بياننا الصادر في الثامن من هذا الشهر تطرقنا الى موضوع المستشفى الميداني القطري في صور وعملية التأخير في بنائه ، ثم تلى ذلك وقفة احتجاجية امام الحديقة العامة في الحادي عشر من هذا الشهر بدعوة من شباب وشابات منطقة صور وقد كان لنا شرف المشاركة فيها .
واليوم نعود لنذكر بانه في النصف الاول من شهر تشرين الثاني من العام الفائت ٢٠٢٠ وصلت الى مطار بيروت اربعة طائرات تابعة للقوات الجوية الاميرية في دولة قطر الشقيقة وعلى متنها مستشفيين ميدانيين واجهزة وادوات طبية مقدمة هبة لمنطقة صور في جنوب لبنان والثانية لطرابلس في شمال لبنان وذلك عبارة عن خمسماية سرير لكل منهما.
الاولى في الشمال تم البدء في تركيبها وهي واحدة في سير الضنية سعتها مئتي سرير والثانية امام مستشفى طرابلس الحكومي وسعتها ثلاثماية سرير .
اما مستشفى صور ، ونتيجة خلاف بين قوى الامر الواقع والتي تختصر تمثيل الجنوب واهله لم تبصر النور بعد ، لابل طالعتنا اخبار نهار السبت في ١٦ كانون الثاني من العام الحالي ٢٠٢١، بأن الرئيس بري طلب من وزارة الصحة نقل الهبة القطرية الى بيروت ليتم إقامتها بالقرب من مستشفى الشهيد رفيق الحريري او في حرم المدينة الرياضية بإدارة جامعة البلمند.
هنا لا يسعنا إلا ان نسجل ملاحظاتنا كلقاء وهي على النحو التالي :
اولاً : إن إقامة المستشفى الميداني القطري في مدينة صور او في بيروت ستبقى في خدمة اهلنا وشعبنا اللبناني لمواجهة جائحة كورونا والتي تفتك بنا كلبنانيين ولا تميز بين منطقة واخرى ، ويبقى ذلك افضل بكثير من ان تبقى مخزنة تحت مدرجات المدينة الرياضية حتى لايصيبها ما اصاب هبة الطحين العراقي .
ثانياً : حسب العرف والقوانين لا يمكن تحويل وجهة استعمال الهبة خارج إرادة الواهب وبالتالي لايحق لاحد مهما علا شأنه ان يستغل منصبه ليقوم بنقل وجهة إقامة المستشفى الميداني القطري والتي كانت رغبتها في ان تقام في مدينة صور ، ولكن للاسف في المزرعة اللبنانية نتوقع كل شيء .
مع العلم ان صور ومنطقتها وصولا الى منطقة بنت جبيل مع ما يجاورها من قرى وبلدات في جزء من قضاء صيدا - الزهراني اي مايقارب اربعماية الف مواطن لبناني جنوبي لا يتوفر لهم اي مستشفى حكومي مؤهل ومجهز لاستقبال حالات كورونا إن على مستوى التجهيزات او الاطقم الطبية.
وهنا نتوجه بسؤال الى كل من كتلتي " التمنية والتحرير والوفاء للمقاومة " ماذا قدمتم لاهل الجنوب من تنمية وادوات صمود في مواجهة هذه الجائحة وانتم تحتكرون تمثيل الجنوب واهله منذ مطلع تسعينات القرن الماضي خصوصا إذا ما راجعنا سجل الهبة الكويتية في إقامة مستشفى صور الحكومي والتي هي عبارة عن منحة من دولة الكويت الشقيقة وقدرها اربعة عشر مليون دولار ولتاريخه لم ينتهي بنائها والتي كان من المفترض ان يكتمل منذ ثلاث سنوات ولليوم للاسف لازالت غير مكتملة البناء وقد تبخرت بقية الهبة الكويتية .
وهنا يحضرنا القول : " بان وراء كل دولة فاسدة ....شعب نائم " .
ونتوجه الى اهلنا في صور ومنطقتها لنقول :
أن إهمالكم وتقاعسكم وعدم مطالبتكم بحقكم في أن يكون للمدينة ومنطقتها مستشفى حكومي مجهز باحدث التجهيزات الطبية سيدفع بنا جميعا للموت على ابواب المستشفيات الخاصة او خلال التوجه الى مستشفيات صيدا او بيروت في حال تعرض احد اهلنا الى حادث مؤلم وحرج او اصابته باي مرض لا يمكن معالجته في المستشفيات الخاصة الموجودة في منطقتنا .
واخيراً نتوجه بالتحية الى الاطقم الطبية الموجودة في مستشفيات المنطقة وفي كل لبنان والذي يشكل خط الدفاع الاول عن شعبنا في مواجهة هذه الجائحة ، كما نتوجه باسمى آيات الاحترام والتقدير لابطال الصليب الاحمر اللبناني وكل طواقم الاسعاف العاملة على مساحة الوطن للجهد الجبار ولكل التضحيات التي تُبذل لنصرة اهلنا وتلبية استغاثة المحتاجين .