إن دفع ترمب المتطرفين الأميركيين الى "أرهبة" الكونغرس وتحطيم محتوياته بطريقة ماثلت الأفعال القائمة في بلدان العالم الثالث أكد خطورة هذه الجهة المتطرفة لا على أميركا فحسب ولا على الديمقراطية فيها بل على العالم ككل إذا ما تم استحضار نسخة رئاسية مشابه للمشبوه ترمب الذي فعل أفعال تتنافى مع القيم الديمقراطية التي تتمسك بها أميركا وتدعو العالم إليها وتتجافي مع الدعوات الأميركية لتحسين شروط الديمقراطية في بلاد بلا ديمقراطية وتتماشى مع الزعامات العربية خصوصاً والعالم الثالث عموماً بحيث شهد العالم أمسى شخصية أميركية شبيهة تماماً للشخصيات العربية المدفونة أو الحية من صدام حسين الى شبل الأسد وهذا ما عزّز من صورة الإستبداد في واقعنا لحظة تهميش وجه الديمقراطية الأميركية .
بدون تردد وقفت الشعوب العربية – الإسلامية في صفوف الإعتراض على الديمقراطية وخاصة بنموذجها الأميركي ونكّلت بالتجربة الأميركية واعتبرتها نسخة طبق الأصل عن النسخ الأكثر استبداداً في العالم وكم تمنت أن تدخل أميركا الحروب الداخلية كما نظّر لها بعض معادي أميركا من جهابذة التحاليل المرضية على وسائل التواصل الإجتماعي وفي وسائل الإعلام تحفيزاً منهم لنزعات معادية لأميركا سواء فعل ذلك السيء الذكر ترمب أم لم يفعله وهذا ما أكد قدرة الأفكار المعادية لأميركا والغرب على تسيل عقائدها وعقدها في الشارع من خلال تنشئة الشعوب وطيلة قرون على معاداة الشياطين الأميركيين والأوروبيين.
برهنت الشعوب العربية – الإسلامية على رفضها لسياسات أميركا وهذا بحد ذاته وعياً إذا ما تحرّك وفق مصالح هذه الشعوب ودون الإستغلال المتبع من قبل الجهويات الحزبية التي تستغل الصراع مع أميركا لتحصيل فوائد هذا الصراع من عائدات دول تعمل لتحصيل رضا الولايات المتحدة من خلال الإضرار بمصالحها كي تُحسّن من شروط التعاطي الأميركي معها وثمّة تجربة عربية هائلة وغير عربية أيضاً كانت تعلن العداء لأميركا في العلن وهي الأكثر التزاماُ بالولاء سراً لسياسات ومصالح أميركا وهنا يبرز الدور العربي مع العدو الإسرائيلي المتصالح معه في الخفاء والشرس معه في العلن تماماً كما كانت أدوار دول التصدى والصمود .
إن أفعال المتطرفين متشابهة سواء كانوا أميركيين أو غير أميركيين و هم يمثلون تهددياً أكيداً للكوكب البشري وكلما تضاعفت أعدادهم كلما اقترب الخطر من كل أمّة مهما بلغت من القوّة وعلى أميركا مسؤولية التوقف عند متطرفيها واتخاذ التدابير الآيلة للحد من موجات التطرف التي تعصف بها والقادرة على الوصول الى مراكز القوة والقيادة في الولايات المتحدة وفي هذا خطر حقيقي على العالم اذا ما راهن الأميركيون مجدداً على المتطرفين وأعادوا الى مراكز الحكم شخصيات من أمثال ترمب الذي بات في المشهد الأخير أميراً داعشياً يدعو داعشيه الى الإرهاب ضدّ أميركا وتحطيم أصنام المؤسسات فيها لأن طبيعة السيطرة الأميركية على العالم تجعل من كل دولة ومن كل شعب معنياً بكل تفصيل أميركي ومهما كان صغيراً لأن تأثيرات ذلك ستطال أميركا وغير أميركا .