ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الغطاس.
وأكّد البطريرك الراعي في عظته أن "هذا العيد يدعو الجميع الى التجدد الشخصي الداخلي، الى غسل القلوب واعادة النظر في نمط حياتنا وتصرفاتنا، خصوصًا ونحن نعيش بلايا جائحة كورونا التي حجّمت جميع الناس، وكبّلت الكرة الأرضية وشلّت كل حركة، وخلّفت وما زالت، كوارث اقتصادية ومالية ومعيشية واجتماعية، واكثر من كل ذلك، ضحايا بشرية كل يوم."
ووجه الراعي ثلاثة نداءات:
"النداء الأول، الى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة المكلّف، طالبًا منهما لقاء وجدانيًا، لقاء مصالحة شخصية، لقاءً مسؤولًا عن انتشال البلاد من قعر الانهيار، بتشكيل حكومة انقاذ بعيدة ومحرّرة من التجاذبات السياسية والحزبية، ومن المحاصصات. واطلب من جميع القوى السياسية المعنية، تسهيل هذا التشكيل. فالسياسة فنٌ شريف للبناء.
النداء الثاني، الى المستشفيات الخاصة، طالبًا إعداد ما يلزم من غرف واجنحة لاستقبال اخوتنا واخواتنا المصابين بوباء كورونا. فانهم بذلك يحدّون من انتشار هذا الوباء القتال، ويساهمون في حماية المجتمع. اني اتفّهم معاناة المستشفيات المالية وتلكؤ الدولة عن دفع مستحقاتها، ولكني مع القيّمين عليها نتكّل على العناية الالهية التي تعرف كيف تعوّض، وكيف تفتح باب الخير بوجه المضحّين في سبيل الاخوة والاخوات لمساعدتهم. فمن المؤلم حقًا ان يكون مجموع اسرّة العناية الفائقة المخصصة لمرضى كورونا هو فقط ثلاثة وسبعون، بينما عدد المستشفيات الخاصة سبعة وستون، فلا بدّ من ان تتعاون هذه المستشفيات في تغطية المصابين المتواجدين في مناطقها، اقضيةً ومحافظات. وفي المناسبة اجدّد النداء مع وزارتي الصحة والداخلية الى المواطنين للتقيّد بالتوجيهات المعطاة، حمايةً لذواتهم ولغيرهم.
النداء الثالث، الى المصارف، من اجل تطبيق قانون "دولار الطالبي"، بحيث يتمكن اهالي الطلاب من تحويل المال لهم، وهم يتابعون دروسهم العليا في الخارج. فمن حق هؤلاء الطلاب ان يعيشوا بكرامة من مال اهلهم المودع في المصارف، من اجل تسديد اقساطهم الجامعية، وتأمين اكلهم وشربهم وسكنهم."