ماذا بعد الرئيس بري ؟ سؤال لم يسأله أحد حتى في الخفاء لا لشدة الخوف بل لإلتزام أخلاقي بقيادة ساحرة منعت الأسئلة المشروعة داخل البنية التنظيمية وحتى في الفضاء الشيعي الأمر الذي منع التداول في مصير حركة تنتظر أكثر استحقاقاتها مصيراً ولو بعد حين، ومهما بلغت القلوب الحناجر أدعية غير منتهية وحتى إنقطاع النفس لإطالة عمر طويل العمر .
وحده دعيبس الثوري وعلى ما يبدو بأنه خائف أخلاقياً فحرص على عدم تذيل مقالته المنشورة على وسائل التواصل الإجتماعي بإسمه الحقيقي فاختبأ داخل الأسماء المستعارة من القاموس الحزبي واختار منها ما يناسبه فكان الثوري دعيبس الذي قادته جرأته أو خوفه على المصير المنتظر لا لحركة أمل فحسب بل للطائفة الشيعية ومن خلالهما للوطن فتحاً لنقاش عقيم حول الإنتظار الصعب للمستقبل الشيعي في لبنان بعد الظروف السوداء التي قد تُحدث معها تغيّرات منتظرة داخل الساحة السياسية الشيعية .
كتب دعيبس عن مصير حركة أمل بعد طول عمر الرئيس نبيه بري فرأى فراغاً قائماً لا يستطيع أي مسؤول داخل الحركة من ملئه وثمة بُعد ضوئي بين أي محتمل وبين ظل الرئيس لهذا تبقى الإشكالية المطروحة ماذا بعد الرئيس بري بلا أجوبة ؟ كما أن الفراغ قائم أيضاً بالنسبة لدعيبس في الساحة الشيعية نفسها والمماثلة تماماً لبنية الحركة التنظيمية وهذا ما أبقى الإشكالية في مكانها دون تحريك يُذكر خاصة وان العاملين في الشأن السياسي شيعياً لا تتوفر فيهم أدنى شروط شخصية الرئيس بري بمعنى أن هناك صعوبة حتى في صناعة شخصية شبيهة لنبيه بري وثمّة من يدّعي حتى استحالة استنساخ أحد على شاكلة الرئيس، والعلم المستنسخ هنا لا يخدم طامعاً أو طامحاً كي يكون مؤهلاً لحمل الأمانة .
إقرأ أيضا : حزب الله غني والحريري طفران!!
حسم دعيبس إمكانية خرق هذه القاعدة من أي طارىء أو وافد أو مقيم في الساحة الشيعية وعليه ستُلغى العلامة الفارقة في التجربة الشيعية وستدخل الطائفة تحت سلطة طرف واحد أي ستنتهي مرحلة الثنائي الشيعي وتستقر مرحلة الآحادية الحزبية للقيادة الشيعية، وهذا ما يجعل الطائفة في خطر حقيقي لإنتفاء الدور المرتبط بالواقع اللبناني وبالإمتداد العربي وبالعلاقة الحسّاسة مع المجتمع الدولي كما أن "حزبنة" الطائفة ستُلغي من بقيّة التعدّد القائم ولو في هوامش ضيقة، وهذا ما سيضر بالشيعة عموماً وهذا ما سيضرب مصالح الناس التي حافظ عليها الرئيس نبيه بري سواء من خلال تواجدهم العربي أو الغربي أو من خلال حماية رؤوس أموالهم وإستثماراتهم الداخلية والخارجية .
كانت زُبدة ما كتبه دعيبس الثوري في النقاط الثلاثة المذكورة والتي تستبعد أي إمكانية لوريث سياسي فعلي والتي تستبشر بإلغاء التعدد داخل تركيبة الطائفة الشيعية وشطب حتى الثنائية الشيعية من المعادلة لصالح آحادية متطرفة أو مغالية على حساب الإعتدالية التي عُرفت فيها التيارات الشيعية الأخرى كما أن حالة التذمر الصاعدة من مقالة دعيبس من قبل (اللاحزب الله ) يدفعها الى خيارات مبكرة لا للمواجهة بل للهروب من هذا المستقبل القادم نحو مصير مجهول وثمّة خوف مضمر في مقالة دعيبس من مصير أسود للطائفة إذا ما حصلت الكارثة الكبرى لذا أبقى الثوري دعيبس أمله بالإله وحده كي يعطي بري كما أعطى بعض أنبيائه من قبل طول العمر حفظاً لمصير ناس وطائفة ووطن .
طبعاً مقالة دعيبس تحتاج الى نقاش ما فيها من تساؤل ومخاوف وهواجس كي نحدد نقاط الإلتقاء والإختلاف معه حول مصير طائفة ووطن باتا مشروع شهادة .