منذ أيامٍ قليلة تحوّل مخيم اللاجئين السوريين في بلدة المنية شمال لبنان إلى ركام، بعد احتراقه على يد شبّانٍ لبنانيّين تعاركوا مع شبّانٍ سوريين داخل المُخيم المنكوب، وتشرّد سُكان المخيم البالغ عددهم أكثر من خمسمائة فرد، جُلّهم من النساء والأطفال الذين هاموا في العراء في ليلٍ قارسٍ من ليالي كانون الأول، تاركين وراءهم الخِيم تحترق بما فيها من حاجاتٍ ضرورية لعيشٍ فقيرٍ مُدقع، وتنادى ذوو المروءة والإحسان في المنطقة لإسعاف اللاجئين المنكوبين وإيوائهم، وتحرّكت الاجهزة الامنية بانتظار تحرّك القضاء لمعاقبة الجّناة المرتكبين.

 

 

إقرأ أيضا : اللواء جميل السيد والخليفة العباسي القاهر وزوال المُلك

 

 

المُضحك المُبكي في المشهد المأساوي هو دخول الرئيس السوري  ( بطل السلاح الكيماوي والبراميل المتفجّرة) لمناشدة السلطة القضائية اللبنانية القيام بواجباتها اتّجاه الجُناة الذين قاموا بإحراق المخيم، وهذا بدلاً من القيام بواجبه الوطني اتجاه مُواطنيه المنكوبين، الذين هجّرهم استبداده وإجرامه، فيستنفر أجهزة الدولة السورية المعنية لاستقبال هؤلاء " المواطنين" في بلدهم الذي ما زال تحت "سُلطانه"، بدل التّباكي ومناشدة السلطات اللبنانية إغاثة اللاجئين السوريين( العاجزة فعلاً عن إغاثة اللبنانيين المنكوبين)، لكن، لمن ترفع النساء السوريّات مع أطفالهنّ نداءات الإغاثة والإبتهال؟ ففي سوريا اليوم يحكم بشار الأسد، والخليفة العباسي المعتصم يرقدُ في قبره منذ أكثر من ألف عام، بعد أن لبّى نداء امرأةٍ صاحت ذات ليلٍ :"وامعتصماه".