أراح الرئيس المكلف سعد الحريري حزب الله من أعباء مرحلة هي الأشد خطورة على لبنان داخلياً من خلال حكومة فاشلة وأزمة إقتصادية غير مسبوقة يتم التعامل معها من خلال التحاميل المخفضة للحرارة المالية وعدم قدرة الفريق الحاكم على تشكيل حكومة بغير مواصفات الحكومة المستقيلة وعلى اجتراح أيّ حل يداوي النزيف اللبناني وهم عجزوا عن مسألة حل أزمات النفايات فكيف بمقدورهم حل أزمة إقتصادية تتطلب شروطاً غير متوفرة عند فحولهم من خبراء في علم الإقتصاد ؟
كانت الأجواء الداخلية مشحونة ضدّ الفريق الحاكم وقد زاد إنفجار المرفأ من طينته بلّة فانكشف أكثر أمام الخارج بطريقة جعلت من الرئيس الفرنسي قاطع طريق من خلال اللغة الشوارعية التي تكلم بها مع المعنيين بعد أن هاله مشهد الإنفجار وضحاياه ورغبة الحاكمين في الإستمرار على طريق الإنفجارات وودعهم على أمل اللقاء بهم مع حكومة أديب الذي أسرع في الهروب من عقم التأليف الأمر الذي أحبط الرئيس الفرنسي الذي هدّد بعقوبات فرنسية على المسؤولين .
بدون نقاش بدّل سعد الحريري مواقفه من القبول بتشكيل حكومة برئاسته وبالسرعة التي يخلع بها بذلته وقدّم نفسه فرصة جديدة للبلاد والعباد وبتأييد قديم و جديد من الرئيس بري الذي ضمن له أصوات التكليف من خصومه وخاصة من أتباع وحلفاء النظام السوري فجمع من تفرّق على الحريري لتسمية الحريري رئيساً للتأليف .
إقرأ أيضا : أوقفوا مافيات المازوت في الجنوب
لقد ظن الرئيس سعد الحريري أن الأمور منتهية وبات التشكيل وليد لحظة زيارة للقصر الجمهوري فتأكدّ له استحالة التأليف بعد أن بلع طعم 8 آذار برضاه وعرف أو أنّه لم يعرف حتى الآن بأن تداخل الخارج والداخل أسباب كافية لجعل الحريري في رواح ومجيء لقصر الرئاسة دون جدوى وأن الضوء الأخضر لا يكبس زره من لبنان وأن تجاوز التيّار المُدلل ليس بالأمر السهل فدونه عقبات حزب الله وأن إشتباه الحريري في إمكانية تأليف حكومة بمواصفات فرنسية هو ضغث منام طالما أن بايدن لم يرسل إشارات إيرانية واضحة مما يعني أن الحريري محكوم بحكومة بالمواصفات اللبنانية على القاعدة المتبعة منذ زمن ولا إمكانية لغير ذلك طالما أن موازين القوّة لصالح الفريق الحاكم ويبدو أنّ اشتداد الرغبة الحريرية يرئاسة الحكومة جعلته أكثر مأسوراً بالسياسات المرسومة له خاصة وأن الحريري يحتاج للسلطة كي يعالج مشاكله العالقة مع طائفته وكي يحمي تياره اذا ما حصلت الإنتخابات النيابية وكي لا تعيد المملكة العربية النظر في استمرار سعد الحريري وريثاً وحيداً للزعامة الحريرية.
في كلا الحالات المذكورة وسواء استطاع الحريري التوصل الى تأليف حكومة بالمواصفات المطلوبة أو أنّه خلع من جديد بذلة مواقفه من رئاسة الحكومة و قرر الإنسحاب والعودة الى صفوف الإنتظار والترقب يبقى خادماً لقوى 8 آذار في تنفيس الأجواء المشحونة ضدّها كونها الجهة المعنية في سلطة تمر بأسواء حالاتها وقد احتاجت لمن يخفف عنها الأعباء والضغوطات الداخلية والخارجية فكان الرئيس سعد الحريري وكعادته خشبة راحتها من كل المسامير .