توعد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الروس بالرد على الهجمات الإلكترونية الواسعة التي استهدفت مؤسسات أميركية حساسة بينها إدارة الأمن النووي، والتي تعتقد واشنطن أن موسكو تقف وراءها، في حين شكل البيت الأبيض فرقا لاحتواء التداعيات الأمنية لعمليات القرصنة.
 
 
ففي مقابلة مع قناة "سي بي إس" (CBS) الجمعة، قال بايدن إن إدارته ستحاسب الروس أفرادا وكيانات على الهجمات السيبرانية التي طالت وزارات عدة، بينها الدفاع والأمن الداخلية والخارجية والخزانة، وإدارة الأمن النووي، ومؤسسات في القطاعين العام والخاص.
 
 
 
 
وأضاف أن إدارته ستنفق المزيد من المال على تعزيز الأمن السيبراني الأميركي.
 
وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب بعد أن اتهم مسؤولون أميركيون موسكو بالوقوف وراء الهجمات التي قالت مصادر أميركية إنها بدأت منذ مارس/آذار الماضي، ولا تزال مستمرة.
 
بيد أن موسكو نفت ضلوعها في عمليات القرصنة، وأبدت استعدادها للتعاون مع واشنطن بهذا الشأن.
 
من جهته، قال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب يتابع الهجوم الإلكتروني، مضيفا أن فريقه يعمل بكد على الأمر.
 
وتابع المتحدث نفسه أن ترامب يعمل بجد ويتلقى الإحاطات بحسب الحاجة، وأنه يقود الحكومة كالعادة.
 
 
 
 
ولاحقا الجمعة، قال البيت الأبيض إنه شكل فرقا للتعامل مع الهجوم الإلكتروني تضم مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI)، ووزارة الأمن الداخلي، ووكالة الأمن القومي.
 
كما قال إن مستشار الأمن القومي يجري لقاءات متواصلة مع الجهات الأمنية للحد من تبعات الهجوم الإلكتروني.
 
هجمات مدمرة
وقد وصف كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، السيناتور مارك وارنر، عملية الاختراق السيبراني بالمدمرة.
 
وقال في بيان إن الرئيس دونالد ترامب والبيت الأبيض يظهران مرة أخرى أنهما لا يأخذان هذه المسألة على محمل الجد بما فيه الكفاية.
 
من جهته، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الجمهوري جيم ريش، أن الهجوم السيبراني واسع النطاق والمستمر على وكالات وهيئات فدرالية وحكومية أميركية يشكل ناقوس خطر.
 
ودعا ريش السلطات على المستويات كافة إلى إعطاء الأولوية للأمن السيبراني لحماية الأصول الأميركية الحساسة من الجهات الأجنبية المعادية كروسيا.
 
وشدد ريش على ضرورة أن تكون هناك عواقب لمن يرتكب مثل هذه العمليات بحق الأميركيين.
 
وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، آدم شيف، إن "خطورة هذا الهجوم ومدته تظهران أنه لا يزال أمامنا عمل كبير وعاجل للدفاع عن معلوماتنا وشبكاتنا المهمة، وعلينا أن نتحرك أسرع مما يفعله خصومنا للتكيف مع هذا".
 
 
 
إدارة النووي
وكان موقع موقع بوليتيكو (Politico) نقل عن مسؤولين أميركيين أنه جرى اختراق الإدارة الوطنية للأمن النووي خلال الهجمات الإلكترونية الأخيرة، كما نقل أن هناك أدلة على أن القراصنة اخترقوا شبكات الإدارة المسؤولة عن الترسانة النووية، بهدف التجسس.
 
وقال الموقع إن مسؤولين في وزارة الطاقة كانوا يخططون اليوم لإخطار اللجان المعنية في مجلس النواب والشيوخ بحدوث الاختراق، وأكدت الوزارة أن مهام الأمن القومي لإدارة الأمن النووي الوطني لم تتأثر بالهجوم السيبراني.
 
بدورها، ذكرت شبكة بلومبيرغ أن الهجوم الإلكتروني طال 3 ولايات أميركية على الأقل، إلى جانب الوكالات الحكومية.
 
والخميس، أكدت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية -وهي جزء من وزارة الأمن الداخلي الأميركية- أن الوكالات الحكومية الأميركية وكيانات البنية التحتية الحيوية تعرضت لخطر الاختراق من قبل قراصنة  منذ مارس/آذار الماضي على الأقل، مؤكدة أن القراصنة "أظهروا صبرا وأمنا عملياتيا وحرفية معقدة في هذه الاختراقات".
 
وأصدرت الوكالة الأمنية أوامر للوكالات الحكومية بفصل أجهزتها عن برنامج "سولار ويندز" الذي يُعتقد أنه تعرض للاختراق، وتستخدمه العديد من الوكالات الحكومية والشركات الخاصة في الولايات المتحدة.
 
كما نقل موقع مجلة بوليتيكو عن مسؤولين أميركيين أن القراصنة ألحقوا ضررا بالهيئة الفدرالية لتنظيم الطاقة، أكثر من باقي الوكالات.
 
من جهتها، أعلنت لجنتا الرقابة والأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي فتح تحقيق في الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له الوكالات الحكومية.
 
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المحققين يعتقدون أن كشف مدى تأثر الشبكات الأميركية بعملية القرصنة سيستغرق شهورا.