بين بعبدا وبيت الوسط حرب التأليف والتشكيل على أنقاض وطن يفقد كل مقومات الحياة في الأمن والسياسة والمال والإقتصاد.
حرب التشكيل هذه ليست في سبيل أي قضية وطنية من القضايا التي يعيش تداعياتها اللبنانيون، وهي أيضا ليست في سبيل اجتراح الحلول والبرامج المفترضة لحل الازمة وهي ليست اختلاف في وجهات النظر حول الإستراتيجية الملائمة لمقاربة الازمات الهائلة، هي فقط وباختصار صراع على الحصص.
إقرأ أيضا : لبنان بين الصفقات الداخلية والمبادرات الخارجية
بين حصة الرئيس وحصة الحزب وحصة الزعيم ما يزال "القادة" بمن فيهم "الرئيس القوي" يخوضون في باطل التأليف وفي سجالات التشكيل في وقت يغيب فيه الدستور الذي يجب أن يضبط هذه المسارات، وفي وقت يتجاهل هؤلاء القادة وبشكل كامل ومريع عمق الازمة والتحديات في وطن لم يعد يشبه أي وطن آخر وفقد بفعل التهور القيادي وبفعل انعدام المسؤولية القيادية كل مقوماته كدولة قانون ومؤسسات.
لم يعد في لبنان قادة على قدر من المسؤولية، ولم يعد القدر الكافي من المؤهلات القيادية لأي زعيم، تلك المؤهلات التي تخوله قيادة وطن ودولة وشعب في جل أهتمامات هؤلاء في تشكيلة حكومية ترضي غرورهم وجشعهم وطائفيتهم دون أي اعتبار آخر لما يحصل حولهم من انهيارات وتحديات يدفع ثمنها اللبنانيون.
إقرأ أيضا : الشاب الجنوبي محمود صوفان يقاوم بالطلقة الاخيرة!!
ما يحصل اليوم في لبنان إمعان في استهداف الدولة ومؤسساتها، وإصرار على تمييع الازمة، واستئثار بالسلطة في مشهد مخزي وبشع يتكرر في صورة عون والحريري وفي مقولة " تشكيلتي أحلى من تشكيلتك" مثل طفل لبناني يبحث عن لعبته ومملكته.
أننا كلبنانيين أمام أزمة قيادات، وإننا أمام أزمة في أخلاقيات القيادة وقد ضاع وطن بأكمله في ظل هذه القيادات التي نطلق عليهم زورا بأصحاب الفخامة والمعالي والدولة.
الترشيد السياسي مصطلح يخطر اليوم بالتزامن مع الحديث عن ترشيد الدعم وهو يتصل بشكل أو بآخر بحاجتنا إلى الترشيد السياسي لهذه السلطة لعلنا نصل إلى طبقة سياسية قادرة على قيادة هذا البلد بعيدا عن الميليشياوية السياسية وبعيدا عن منظومة المافيات التي تتحكم بمصير هذا الوطن وشعبه.
إننا بحاجة إلى بناء وطن ودولة وإلى قيادات جديرة باستلام زمام المبادرة بعيدا عن العقل الطائفي وبعيدا عن سياسة المغانم والحصص وبالناقص وزير وبالزايد وزير.