تم تداول منشورات عن حدوث 6 وفيات من الأشخاص الذين شاركوا في تجربة لقاح "فايزر-بيونتك" (BioNTech-Pfizer) لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، فما قصتهم؟
اللقاح طورته شركة "فايزر" (Pfizer) الأميركية وشريكتها "بيونتك" (BioNTech) الألمانية. وأمس الثلاثاء أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تقريرا قالت فيه إنه لا توجد مخاوف تتعلق بالسلامة وتمنعه من الحصول على تصريح استخدام طارئ في الولايات المتحدة.
النتائج التي نشرت على موقع إدارة الغذاء والدواء الأميركية، كررت البيانات التي تم الكشف عنها سابقا من فايزر، والتي أظهرت أن اللقاح كان فعالا بنسبة 95% في منع أعراض كوفيد-19، وهو المرض الذي يسببه فيروس كورونا.
ونشر موقع "الجزيرة" 4 أسئلة لكشف موضوع الوفيات الست: 1- كم عدد الأشخاص الذين شاركوا في تجربة لقاح فايزر؟
حوالي 44 ألفا.
2- هل توفي 6 أشخاص من المشاركين في تجربة لقاح فايزر؟
الجواب نعم. توفي 4 أشخاص في المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي. وتوفي 2 في المجموعة التي تلقت اللقاح.
3- ما سبب الوفاتين في المجموعة التي تلقت اللقاح؟
كان الاثنان اللذان توفيا في مجموعة اللقاح أكبر من 55 عاما. توفي أحدهما بسبب سكتة قلبية (cardiac arrest) بعد 62 يوما من التطعيم، والآخر بسبب تصلب الشرايين (arteriosclerosis)، وهي حالة يحدث فيها تصلب في الأوعية الدموية مع تقدم العمر، بعد 3 أيام من التطعيم.
4- هل حدثت الوفاتان بسبب اللقاح؟
الجواب لا، إذ إن تقرير إدارة الغذاء والدواء الأميركية قال "تمثل جميع الوفيات حوادث تحصل في عموم السكان من الفئات العمرية بمعدل مماثل".
يعني هذا أن معدل الوفيات ليس أعلى من السكان، أي الأشخاص الآخرين الذين لم يتلقوا التطعيم. ولذلك فإن هاتين الوفاتين ليستا مرتبطتين -وفقا للتقرير والمعطيات العلمية المتوفرة- بتلقي لقاح فيروس كورونا.
إذن، لا داعي للذعر أو الخوف. نعم توفي 6، لكن 4 لم يتلقوا اللقاح أصلا. والوفاتان الأخريان حدثتا لأسباب واضحة وغير مرتبطة باللقاح وبنسبة تماثل النسب الطبيعية لدى السكان.
من جهة أخرى، قال موظفو إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنه لا توجد بيانات كافية عن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما لتحديد ما إذا كان اللقاح سيعمل لدى الأطفال. البيانات أيضا غير كافية لاتخاذ أي قرارات بشأن الحوامل أو المرضعات أو الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، وفقا لتنقرير نشرته بلومبيرغ (Bloomberg).
الرنا المرسال
ولقاح فايزر-بيونتك يقوم على حقن الجسم بمادة وراثية تُعرف باسم "الرنا المرسال" أو "مرسال الحمض النووي الريبي" (messenger RNA)، وهو جزيء يخبر الخلايا بما يجب أن تصنعه.
ويتم إدخال مرسال الحمض النووي الريبوزي، الذي يتحكم في هذه الآلية، لتصنيع مستضد معين لفيروس كورونا يعرف بـ"شوكة" (سبايك/ spike) فيروس كورونا، وهو طرف مميز للغاية موجود على سطحه ويسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها. سيتم بعد ذلك اكتشاف هذه "الشوكة" من قبل الجهاز المناعي الذي سينتج الأجسام المضادة، وستبقى هذه الأجسام المضادة لمدة زمنية معينة.
وطلبت شركة فايزر إذنا طارئا في الولايات المتحدة يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ووافق المنظمون في المملكة المتحدة على اللقاح في وقت سابق من هذا الشهر، وأمس الثلاثاء أطلقت دائرة الصحة الوطنية البريطانية حملة تطعيم طموحة ستبدأ بعشرات الآلاف من الأشخاص فوق سن 80 عاما.
وإذا تمت الموافقة على لقاح فايزر من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يمكن البدء في توزيعه في غضون 24 ساعة، بحسب مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب.