أصبحت بريطانيا، الثلاثاء، أول دولة في العالم تبدأ استخدام لقاح كوفيد-19 الذي طورته شركتا فايزر وبيونتيك، على أن يتاح اللقاح في 50 مستشفى في البداية.
وقررت الهيئة الوطنية للصحة منح الأولوية في التحصين باللقاح لمن تزيد أعمارهم على 80 عاما، والعاملين في مجال الرعاية الصحية على الخطوط الأمامية، والعاملين في دور رعاية كبار السن، والمقيمين فيها.
وينتظر أن يصدر الاتحاد الأوروبي قراراً مماثلاً بحلول أواخر كانون الاول، فيما بدأت روسيا بالفعل توزيع لقاحها "سبوتنيك في".
ورحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالأمر قائلاً "هذا اليوم يمثّل تقدماً هائلاً في معركة المملكة المتحدة ضد فيروس كورونا المستجد". وأضاف "لكن التلقيح على نطاق واسع سيستغرق وقتاً"، داعياً لمواصلة احترام القيود.
وفي إنكلترا وويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية، الأولوية في التلقيح هي للمقيمين في دور الرعاية والعاملين فيها. لكن التحديات اللوجستية المتمثلة بلزوم تخزين اللقاح عند ما دون سبعين درجة مئوية تحت الصفر، تزيد من تعقيد المهمة.
وفيما يلي أجوبة لأبرز تساؤلات من يحصلون على اللقاح:
ما الذي يحدث عندما يحصل شخص على اللقاح؟
يؤخذ اللقاح، الذي تم تطويره بتكنولوجيا آر.إن.ايه باستخدام جزء مصنّع من الشفرة الوراثية لفيروس كورونا، بحقنة في الذراع.
ويتم التحصين من خلال جرعتين، يفصل بينهما ثلاثة أسابيع، وقد بينت التجارب أنه يوفر حماية لنسبة 95 في المئة ممن يحصلون عليه من الإصابة بعدوى كوفيد-19.
وقالت شركة فايزر إن الآثار الجانبية التي ظهرت على المتطوعين في التجارب كانت بسيطة إلى متوسطة في أغلب الحالات واختفت بسرعة.
وحدثت الأعراض الجانبية الأشد حدة بعد الجرعة الثانية، وتمثلت في الشعور بالإرهاق عند 3.8 في المئة من المتطوعين، والصداع عند اثنين في المئة منهم. وقال المتطوعون الأكبر سنا إن الأعراض التي ظهرت عليهم كانت أقل وأخف حدة.
ما هي الحماية التي يوفرها اللقاح؟
منع اللقاح الإصابة بكوفيد-19 بعد سبعة أيام من أخذ الجرعة الثانية، أي بعد نحو شهر من الحقنة الأولى.
ولم توفر التجارب السريرية إمكانية معرفة ما إذا كان بإمكان الشخص الذي يتم تحصينه باللقاح نقل الفيروس إلى شخص لم يحصل على اللقاح.
وتوفر بعض اللقاحات مثل لقاح الالتهاب الكبدي الوبائي (أ) هذا النوع من الحماية المعروف باسم مناعة تعقيمية، لكن لقاحات أخرى لا توفر هذه الحماية.
وقد ركزت الشركات المصنعة للقاحات فيروس كورونا في التجارب على التأكد مما إذا كان اللقاح يمنع إصابة الناس بالمرض.
وستمر عدة أشهر أخرى قبل أن يتضح طول الفترة التي يوفر فيها اللقاح الحماية من الإصابة بالعدوى.
وقالت إخصائية الأمراض المعدية بكلية بلومبرغ للصحة العامة، بجامعة جونز هوبكينز، الدكتورة أنيتا شيت: "حتى ذلك الحين من الأفضل تجنب الحانات والتجمعات المباشرة مع أعداد كبيرة من الناس".
هل يعني الحصول على اللقاح العودة إلى الحياة الطبيعية؟
لا يوجد دليل على أن التحصين يمنع نقل الفيروس ولا توجد لقاحات ذات فاعلية تبلغ 100 في المئة، لذلك يطالب العلماء باليقظة المتواصلة ووضع الكمامات وغسل الأيدي والتباعد الاجتماعي.
وقالت المدير الطبي للوقاية من العدوى بشركة يو.سي.هيلث في ولاية كولورادو، الدكتورة ميشيل بارون: "كما هو الحال في كل اللقاحات، فربما يكون مفعوله رائعا على بعض الفئات وغير ذلك على فئات أخرى... فهل يعني ذلك أنك حر في ركوب طائرة أو دعوة 30 شخصا في بيتك؟ الإجابة لا على الأرجح.
وأضافت أنه من المستبعد أن تصل حملات التحصين إلى العدد الكافي الذي يحقق حماية واسعة حتى فصل الربيع أو أوائل الصيف المقبل.