طبعا الاغتيال للشخصيات البارزة في داخل طهران أربك إيران والملالي لجهة الرد والاتهام ولان العمليات السابقة كانت خارج إيران وكانت ادروعتها معنية بالرد أما اليوم فالقضية مختلفة جدا لأنها على الأراضي الإيرانية وإيران هي المعنية وهذا الغموض والنفي وعدم الإشارة للجهة المعنية هو نوع من عدم القدرة على ارتكاب حماقة تؤدي بإيران بدفع أثمان كبيرة وخاصة بظل صعود جو بادين التي كانت طهران تعلق كثيرا على انفتاحه على إيران ومحاورته.
لقد بدأ العد العكس، أمام الأذرع الايراينة من قبل الإدارة الأمريكية إن كان بتنفيذ مباشر لضرب الادرعة أو بواسطة أطراف مساعدة في عملية التصفية الجسدية.
صحيح بان بالولايات المتحدة الامركية بعد الحادي عشر من أيلول 2001 بعد الضربات المسلحة الإرهابية في نيويورك ومناطق أخرى وضعت الإرهاب السني في العداء الأيديولوجي وإعادة إيران والإرهاب الشيعي إلى العداء السياسي بعد العديد من الإشارات التي أرسلتها إيران لأمريكية من خلال التنسيق الاستخباراتي في كبح التطرف السني ومساعدتها على تحجيم الخطر السني فكانت الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها أمريكا من خلال التنسيق العسكري والاستخباراتي مع إيران مما أدى إلى تسليمها العراق العدو القومي والأيديولوجي وأفغانستان العدو الديني والمذهبي.
فإيران استطاعت منذ ذلك الوقت احتواء القاعدة واستخدامها في برامجها العدائية والتوسعية حي بات التعاون وثيق بين إيران وتنظيم القاعدة الإرهابي.
وهذا ما أظهرته الوثائق التي نشرت من لأتوب أسامة بن لأدن التي اغتالته القوة الخاصة الأمريكية في وزير ستان في باكستان إبان فترة الرئيس السابق براك أوراما الذي يظهر بان إيران حليف تنظيم القاعدة وملجأ قادته منذ 1991. وحتى لا نطلق الاتهامهات شمالا أو يمنا على إيران فإننا نحاول أن نراقب العملية الانتحارية والتفجيرية التي شهدها العالم كله من مشرقه إلى مغربه فإن القاعدة لم تمارس أي أعمال تفجيرية في إيران حيث باتت العلامات واضحة مما دفع الحرس الثوري بمهاجمة ضريح الإمام الخميني كي تشد العصب الشيعي والقومي الفارسي من ناحية وكترويج إعلامي من ناحية أخرى بان القاعدة تهاجم إيران.
ووفقا لذلك نرى بأن العديد من قادة تنظيم القاعدة لجئوا بعد الحرب الأميركية على الإرهاب في أفغانستان عام 2001، إلى طهران، التي قامت أجهزة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني باحتضانهم، تمهيداً لأدوار واستخدامات عدة، لافتًا إلى أنّ قسمًا كبيرًا من الإرهابيين أرسل إلى العراق وسوريا وغيرها من مناطق النزاع، كي تتمكن الأجهزة الإيرانية من تعزيز نفوذها عبرهم، معتبراً أنّ إيران وَظَّفَتْ قادة القاعدة لخدمة أجندتها السياسية والإقليمية. لذلك فإن طهران تتمسك بنفي المعلومات التي تتحدث عن إيوائها قادة تنظيمات إرهابية.
وبالرغم من إن تقرير لجنة 11 سبتمبر يتضمن قسمًا مخصصًا للتحقيق في العلاقات الإيرانية بالقاعدة بعنوان مساعدة من حزب الله وإيران للقاعدة، الذي يشير إلى أنه بعد فترة وجيزة من هذه الاجتماعات في السودان أواخر عام 1991 أو 1992، سافر كبار نشطاء القاعدة ومدربيها إلى إيران لتلقي التدريب على المتفجرات. وفي خريف عام 1993، ذهب وفد آخر من هذا النوع إلى سهل البقاع في لبنان للمزيد التدريب على المتفجرات وكذلك في مجال الاستخبارات والأمن.
وبالرغم من النفي الذي تمارسه إيران فإن الولايات المتحدة مستمرة بتصفية الحسابات مع رجال إيران الذين يمارسون أقوى أنواع العنف من خلال التصفية الجسدية التي باتت تتنتظرهم بعد الانتهاء من رجال التطرف السني حتى بات رجال إيران في عين العاصفة:
قاسم سليماني قائد فيلق القدس:
قتل قاسم سليماني قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني بتاريخ 3 يناير من العام 2020، من خلال صواريخ أميركية أطلقت من طائرة مسيرة (من دون طيار)، أدت إلى موت مهندس حروب إيران في المنطقة وقائد ميليشياتها، وكان الرجل المهم في سياسات طهران الخارجية بالمنطقة.
أبو مهدي المهندس:
قتل " جمال إبراهيم " الملقب أبو مهدي المهندس نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لطهران. والرجل القوي في المليشيات العراقية عندما تم قتل سليمان بصواريخ أمريكية قرب مطار بغداد. إلى جانب قاسم سليماني.
أحمد عبد الله عبد الله:
لقد ظهر مقتل رجل القاعدة الثاني بتاريخ 7 آب / أغسطس من هذا العام، الإرهابي عبد الله أحمد عبد الله المصري، مع ابنته أرملة حمزة بن لأدن، اللذين كأنا يعيشان في إيران، علاقات طهران بالتنظيمات المتطرفة، بحسب ما نقل موقع الحرة عن متابعين في تقرير نشره السبت. فرغم أن الإعلام المقرب من السلطات الإيرانية.
ولم يمضي فترة زمنية حتى تم تنفيذ عملية نوعية بتاريخ 27 تشرين الثاني من هذا العام بقتل أهم العلماء النوويين الإيراني المدعو اغتيال محسن فخري زاده بطريقة جديدة وأسلحة نوعية.
- محسن فخري زاده:
من هو؟ محسن فخري زاده الذي اغتيل ففي قبل طهران مع مرافقيه والذي أعلن بنيامين نتنياهو في العام 2018 أمام الشاشات في مؤتمر صحافي بان عليكم تتذكروا هذا الاسم.
إذن هو المسؤول عن برنامج سري للأسلحة النووية في إيران وقد وصفوه دبلوماسيين بأنه أبو القنبلة النووية الإيرانية.
ومن المرجح بان عملية الاغتيال قد حازت على دعم أمريكي، فمن المعروف أن الرئيس ترامت قد فكر في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر.
لقد شدد أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني إن أجهزة المخابرات كان لديها معلومات حول مؤامرة قتل كبير علماء الذرة الإيرانيين في وقت مبكر - بما في ذلك الموقع - لكنها فشلت في إيقافها بسبب استخدام أساليب مبتكرة.
وإن السلاح الذي تم جمعه من موقع حادث الاغتيال يحمل شعار ومواصفات الصناعة العسكرية الإسرائيلية.
فالعملية كانت جديدة لأنها نفذ ضد العالم في في طهران قرب منزله بسيارات وأسلحة اوتماتيكية مما يدل على مدى الاختراق الفعلي للأجهزة الإيرانية وغياب القدرات الإيرانية على المواجهة في القلب الإيراني.
فالاغتيال لم يكن بصاروخ ولم يكن بطائرات أو مسيرات بل كان اغتيال منظم من قبل مجموعات داخلية.
هذه العملية تشبه اغتيال الرجل الثاني في القاعدة في طهران وبطريقة مشابه جدا لكن العملية الثانية كانت أوسع وأكبر لناحية الطريقة المعتمدة أو الشخصية المختارة.
حبيب ساواري:
اغتيال رجال المخابرات في الاحواز في عمل امني مبهم على يد مجهولين بتاريخ الاول من كانون الاول من هذا العام ويذكر بان القتيل ضابط رفيع في جهاز الاستخبارات الايرانية ولم تعلن عن الجهة المسؤولة عن الاغتيال .
إذن حوادث الاغتيال لن تنتهي في إيران وكان المسبحة كر خيطها وستتواصل عمليات الاغتيالات كونها وسيلة جديدة لكبح طموح طهران العسكرية ، واخذها على طاولة المفاوضات .
لكن من المؤكد بان إيران لن ترد وسوف تبتلع الضربة وتتعالى على جروحها بظل الادارة الامريكية الجديدة التي لا تريد الانجرار معها الى اي رد تدفع ثمنه غاليا . لكنها ستقود حملة إعلامية ترويجية بالرد الإعلاني والدعائي وسيكون الشعار المعروف الرد في المكان المناسب والزمان المناسب .
مشهد الاغتيالات في ايران ...
لقد أعاد مشهد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، بالذاكرة إلى عمليات مشابهة تمت بحق علماء آخرين، وقعت على مدار السنوات الماضية،
ومنذ عام 2010، حيث وقعت عدة عمليات اغتيال لعلماء إيرانيين مرتبطين ببرنامجها النووي، ووجهت أصابع الاتهام على الدوام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بالوقوف وراء الاغتيالات و العلماء هم :
مصطفى أحمدي روشن:
لقي المهندس الكيميائي روشن (32 عاما) مصرعه في انفجار قنبلة لاصقة في سيارته، وضعها راكب دراجة نارية في طهران في يناير/كانون الثاني 2012، وقالت إيران إن القتيل كان عالما نوويا أشرف على قسم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وألقت طهران بمسؤولية الهجوم على إسرائيل والولايات المتحدة.
داريوش رضائي:
قتله مسلحون رميا بالرصاص وهو في الـ35 من عمره شرقي طهران يوم 23 يوليو/تموز 2011. وكان محاضرا في الجامعة، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء. وقال نائب وزير الداخلية الإيراني وقتها إنه لم يكن للقتيل أي صلة بالبرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد أن أشارت تقارير في بعض وسائل الإعلام إلى مثل تلك الصلة.
مجيد شهرياري:
قُتل وأصيبت زوجته في انفجار سيارة ملغومة في طهران يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، وقال مسؤولون إيرانيون إن الحادث "هجوم برعاية إسرائيلية أو أميركية على برنامج البلاد النووي".
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قوله وقتها إن شهرياري كان له دور في أحد أكبر المشروعات النووية في البلاد، دون أن يفصح عن المزيد. وكان القتيل محاضرا في جامعة شهيد بهشتي.
فريدون عباسي دواني:
أصيب العالم هو وزوجته في انفجار سيارة ملغومة في اليوم نفسه الذي قتل فيه مجيد شهرياري. وقال وزير المخابرات الإيراني آنذاك حيدر مصلحي "هذا العمل الإرهابي نفذته أجهزة مخابرات مثل المخابرات المركزية الأميركية -"سي آي إيه" (CIA)- والموساد و"إم آي6″ (MI6)"، وهو اسم المخابرات البريطانية.
مسعود علي محمدي:
قُتل بتفجير قنبلة عن بعد يوم 12 يناير/كانون الثاني 2010 في طهران، قالت بعض مواقع المعارضة الإيرانية على الإنترنت إن محمدي كان يدعم المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في انتخابات رئاسية متنازع على نتيجتها أجريت في العام 2009، ومنحت ولاية ثانية لمحمود أحمدي نجاد.
مما لا شك بان إدارة جو بايدن لن تكون إكمال لطريق الرئيس براك أوباما وبالطبع لن تسلك مسار الرئيس ترامب بل ستكمل ما وصل إليه الرئيس ترامب، ولهذا السبب ترامب سيترك تركة كبيرة للإدارة الجديدة لا يمكن إيقافها والعودة للوراء بها، بل سيكون طيف الرئيس ترامب موجد أمام أعمال الإدارة الجديدة التي بات عليها متابعة ما وصل إليه ترامب وخصوصا بالنسبة للتشدد مع إيران وبرنامجها النووي والصاروخي ، ولكن بطريقة المؤوسسات والدبلوماسية التي سيعطيها حقها الحزب الديمقراطي في التعامل مع الخارجي والداخل ، ولكن ستستمر العقوبات المالية والحصار الاقتصادي ، وسيكون طريق الاغتيالات مفتوح أمام الذين يشاركون في تلقين النظام الإيراني درسا قاسيا.
في المقابل نرى ولأول مرة تقوم الولايات المتحدة بتاريخ 22 تشرين الأول من هذا العام عرضت 5 ملايين دولار مكافآت من أجل العدالة، من خلال لجنة تابع لوزارة الخارجية الأمريكية، حيث طالبت واشنطن المساعدة في اعتقال، الاسماء الثلاثة هم "محمد علي حمادي، وعلي عطوة، وحسن عز الدين" ومطلوبون لدورهم في اختطاف طائرة عام 1985. تصنفها الولايات المتحدة بالاعمال الارهابية .
فهذا التحول الجديد في التعامل الإرهابي مع حزب الله والحرس الثوري الإعلان عن مكافآت مالية بعد أن كانت المكافآت تعرض من أجل المساعدة بإعطاء معلومات عن القاعدة وداعش في التطرف السني ولكن هذه المرة استطلاعات الولايات المتحدة من وضع الإرهاب السني والشيعي في نفس المرتبة كونهما ينفذان أوامر الحرس الثوري والملالي الإيرانية.
إيران لن تستطيع الرد المباشر على الاغتيالات وخاصة بان الاغتيالات الاخيرة نفذت في الداخل وقد يصعب عليها الرد وستعمل إيران على استيعاب الضربة العسكرية كما كان الرد عند اغتيال سليماني بضربات مختلفة غير نافعة.
وكذلك إيران استوعبت الضربات التي تلقتها في مراكز نفطية ومفاعل ناطنز وأبقت كل المعلومات بالسرية وكان النفي السلاح الأقوى لتجنب الرد ، لكن خسارة إيران لقاسم سليمان رجل إيران في الخارج ومحرك الاذرعة الخارجية وخسارة إيران لفخري زاده خسارة أبو القنبلة النووية والمدبر التكنولوجي للبرنامج الصاروخي ، سيكون صعابا عليها في المواجهة مما لا شك بان هذه الضربة الثانية التي تخسر فيها جسمين أساسين في المواجهة الخارجية.
طبعا الولايات المتحدة مستمرة بالمواجهة مع إيران واذرعتها من خلال المواجهه المباشرة بالتصفية أو الضيق المالي وقطع طرق الإمداد لمنع المساعدات أو من خلال العقوبات على إيران وكياناتها واذرعتها.