فجرت حادثة اغتيال العالم النووي الإيرانيّ محسن فخري زاده موجة جدل داخل الأوساط العربية والإسلامية، ورغم كونها ليست الحالة الأولى من نوعها، إلّا أنّ ردود الأفعال وردت قويّة بهذا الشأن، خاصّة من الدّول والجهات المقرّبة من إيران.
على مرّ السنوات وربّما العقود القليلة الماضية، تتالت الاغتيالات التي طالت قياديّين سياسيّين وعلماء إيران، إلّاأنّ السنوات الأخيرة شهدت طفرة في معدّل هذه الاغتيالات، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول قدرة إيران على مواجهة التحديات الأمنية المطروحة أمامها.
هذا وترجّح أغلب التقارير والتحقيقات أنّ الشطر الأكبر إن لم يكن كلّ الاغتيالات السابقة بما فيها الاغتيال الأخير، قد جاءت بتخطيط وتنسيق أمريكي إسرائيليّ.
يعتقد الكثير من المحلّلين السياسيّين في منطقة الشرق الأوسط أنّ إيران تفقد السيطرة شيئا فشيئًا على كيان دولتها ويعود ذلك بالأساس لكثرة الخيانات الداخلية والجواسيس في مؤسسات الدولة، إضافة إلى الفساد الذي يضرب في عمق الدولة، ما يجعل اختراقها أمرًا ممكنًا.
وبالعودة إلى حركة حماس، أفادت مصادر إخباريّة أنّ قياديّي هذه الحركة يفكّرون بجديّة في مراجعة علاقتهم مع إيران، هذه الدولة التي عُرفت بدعمها المادي واللوجستي لحركة المقاومة الإسلاميّة حماس. إلّا أنّه ومع تدهور الوضع في إيران، شرعت بعض القيادات الوازنة في حماس في التفكير بجديّة في بديل عن إيران التي تُعاني من أجل حماية نفسها فضلًا عن تقديم الدعم للآخرين.
هذا وتشير الاخبار التي تصلنا من المكتب الداخلي للحركة ان رئيس المكتب السياسي لحماس قد تلقى طلبات من قيادات وازنة بضرورة مراجعة تبعية حماس لإيران وضرورة التفكير بصفة عاجلة في بديل يمكن الوثوق في
قدرته على حماية كيانه وحلفائه .
من الممكن، بل من المرجّح أن تغيّر حماس من استراتيجيتها في التعامل مع إيران إلى الشكل التالي: استمرار العلاقة إلى أن يأتي البديل المُناسب الذي يُغني عن دعم إيران.