على قناة الجزيرة الوثائقية، تقرير مُصوّر عن الحيوانات البرية والزواحف والسّحالي في أستراليا، وظهر نوعٌ من السحالي يُسمّى (الملوخ.. Horridos)، كما يُدعى الشيطان الشوكي "عدوّ النمل"، ذو الشكل الغريب والحراشيف الشائكة، ويمتلك رأسان: رأس حقيقي وآخر مُزيّف، فإذا تعرّض لإعتداءٍ مُباشر يُبرز رأسه المُزيّف، ليبقى الرأس الحقيقي سالماً، هذا ما حصل في مجلس النواب اللبناني بالأمس، عندما كان يناقش رسالة رئيس الجمهورية حول ضرورة إجراء تحقيق جنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي، وبما أنّ التحقيق المُرتجى قد يُصيبُ مقتلاً في الطبقة السياسية الفاسدة التي يُجسّدها مجلس النواب الحالي.
اقرا ايضا : حوار سوريالي بين إسلاموي مُتطرف ومُذيع في بلاد السويد
لذلك عمد المجلس النيابي إلى إبراز الرأس المزيف، وإخفاء الرأس الحقيقي، فأصدر المجلس قراراً يُناشد "المعنيين" بتسهيل إجراءات التحقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي، قرار لا يحمل توقيعاً ولا يُلزم مسؤولاً بتنفيذه، غير منشورٍ في الجريدة الرسمية، ولا يمكن الطعن به أمام المجلس الدستوري، وقابلٌ لكافة التفسيرات والتّأويلات، ويُدرك أساطين الطبقة السياسية الفاسدة في المجلس النيابي أنّ الواجب كان يقضي بسدّ الذرائع وإصدار قانون يسمح بإلغاء السرية المصرفية أو بتعليقها على الأقل، ورأوا أنّ إصدار هكذا قرار، لن يُؤذيهم ولن ينال من هيبتهم، ولن يُعيد مالاً منهوباً، ولن يكشف مستوراً، ولن يُصيب رأس الطبقة السياسية الحقيقي بضرر، طالما أنّه محمي برأسٍ بديل مُزيّف، وهي بحمد الله تعالى، تمتلك رؤوساً مُزيّفة عِدّة، تُبرزها عند الحاجة لحماية الرأس الحقيقي.
مسكين حيوان "المولوخ" أمام الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة، فهو لا يمتلك سوى رأس مُزيّف واحد،