كشف باحثون أن نظام الحمية الغذائية "كيتو" أثبت فعالية في علاج الصرع والصداع النصفي وبعض أمراض الجهاز العصبي الأخرى لدى الأطفال والبالغين.
وقال موقع ميديكال إكسبرس إن باحثين بجامعة جونز هوبكنز الأميركية اكتشفوا خلال العقدين الماضيين، أن علاجات النظام الغذائي "الكيتون"، الغنية بالدهون وقليلة الكربوهيدرات والبروتينات الكافية التي تستقلب الدهون إلى مواد كيميائية تسمى الكيتونات، والتي تحمي الدماغ وتعزز النمو الصحي للخلايا، فعالة في علاج كل من الأطفال والبالغين المصابين بالصرع وبعض الأمراض العصبية، فضلا عن الصداع النصفي.
ومع ذلك، في حين أن الإرشادات المعمول بها متاحة لاستخدام العلاج بالحمية الكيتونية لتقليل نوبات الصرع عند الأطفال، لا توجد توصيات رسمية للبالغين.
لكن مديرة مركز حمية الصرع للبالغين والأستاذة المساعدة في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، الدكتورة ماكنزي سيرفينكا، قالت إنها تسعى مع مجموعة من الباحثين إلى نشر قائمة من التوصيات بناءً على الممارسات السريرية الحالية والأدلة العلمية لإدارة علاجات حمية "الكيتو" عند المرضى البالغين.
وأضافت سيرفينكا: "نسعى إلى توجيه البالغين الذين يستخدمون العلاج بالحمية الكيتونية من خلال استخدام النظام الغذائي على المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية أخرى".
وتدعم الأدلة العلمية استخدام علاجات النظام الغذائي الكيتونية في الاضطرابات العصبية والحالات الطبية الأخرى لدى البالغين، مثل الصداع النصفي ومرض باركنسون والخرف وأورام المخ والتصلب المتعدد.
وأكدت سيرفينكا أنه يمكن استخدام الحميات الكيتونية كعلاجات، كما يمكن توظيفها فقط بدعم من الكوادر الطبية، مشيرة إلى أن هناك قلقاً عندما يتم اتباع تلك الحميات من دون إشراف طبي.
وتابعت أنه تم وضع قائمة التوصيات الجديدة لتسهيل الأمر على مقدمي الرعاية الصحية لتقديم التوجيهات المناسبة.
وقالت الدكتورة سيرفينكا إن الحميات الكيتونية فعالة لدى الأطفال الذين يعانون من أنواع محددة من النوبات ومتلازمات الصرع، التي غالبًا ما تكون حالات طويلة الأمد.
وأجرى الباحثون استطلاعًا للمهنيين الطبيين في 20 مؤسسة حول العالم بشأن نتائجهم في علاج ما يقدر بـ2189 من البالغين، الذين استخدموا حمية الكيتو لعلاج الصرع وأمراض الجهاز العصبي الأخرى.
ووجدوا أن العلاج يجب أن يكون مصمما ليناسب احتياجات المريض بشكل فردي، مع مراعاة شروط من بينها، الخصائص الجسدية والعقلية للمريض، وتفضيلات الطعام.
وأكدت سيرفينكا أن الإعداد والتدريب المناسبين يوفران أكبر احتمالية للنجاح، حيث غالبا ما يبلغ المرضى عن صعوبات في التأقلم مع تقييد الكربوهيدرات، لافتة إلى أن "المرضى الذين يتبعون حمية الكيتو يجب أن يتناولوا مكملات الفيتامينات والمعادن، إلى جانب شرب الكثير من السوائل".