في يومها الأخير داخل البيت الأبيض، صرخت ميشيل أوباما وقد ارتسمت على وجهها علامات الفرح "نحن أحرار". لكن هل تستطيع السيّدة الأولى فعلا أن تبتعد عن الأضواء وتنعم بحياة هادئة بعد نهاية رئاسة زوجها؟
في هذا التقرير، يستعرض موقع "ماري كلير" (MarieClaire) في نسخته الروسية، قصص أبرز السيدات الأول في الولايات المتحدة، ويُبرز كيف بقيت الأنظار مسلّطة عليهنّ بعد مغادرة البيت الأبيض، وكيف واصلن الانخراط في العمل السياسي والاجتماعي والحقوقي واستثمرن شهرتهنّ إلى آخر رمق.
ميشيل أوباما (2009-2017)
اهتمت زوجة الرئيس باراك أوباما لمدة 8 سنوات في البيت الأبيض بالعديد من القضايا الاجتماعية، وطرحت مبادرات لمحاربة سمنة الأطفال، ودعمت عائلات العسكريين. وفي نهاية فترة رئاسة زوجها، انضمت ميشيل إلى حملة هيلاري كلينتون الرئاسية.
بعد مغادرة البيت الأبيض، عاد الزوجان إلى شيكاغو وقاما برحلات إلى منطقة البحر الكاريبي وبولينيزيا الفرنسية وإندونيسيا وإيطاليا.
ومثل أي زوجة رئيس سابق، أصبحت ميشيل شخصية عامة معروفة ومؤثرة، وواصلت الالتزام باستغلال صورتها لدعم عدد من المبادرات الاجتماعية، واستمرت بالحضور ضيفة شرف في عدد من المناسبات السنوية بالجامعات الأميركية للتحدث مع الشباب حول أحلامهم وتطلعاتهم.
وبحسب الموقع، فإن ميشيل ما زالت إلى الآن تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، خصوصا بين أولئك غير الراضين عن أداء ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الحالي دونالد ترامب.
لورا بوش (2001-2009)
دخلت لورا بوش البيت الأبيض مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، وعلى مدى 8 سنوات من حكم جورج بوش الابن، أطلقت العديد من البرامج والمؤسسات غير الربحية بغاية تعزيز مستوى التعليم وتحسين صحة المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم.
وفي حين اتسمت عهدة زوجها بالحروب والدمار في أماكن كثيرة من العالم، كانت لورا تمثل في عيون الأميركيين السلام والخير.
وقد ساعدتها تلك السمعة التي اكتسبتها عندما كانت سيدة أولى، على أن تنجح في جميع المبادرات التي أطلقتها في العقد الأول من القرن 21. ولا تزال لورا بوش تدعم المكتبات والصناديق التعليمية وحملات دعم قدامى المحاربين في جميع أنحاء أميركا، كما تُجري مقابلات مع وسائل الإعلام الكبرى بشكل منتظم.
هيلاري كلينتون (1993-2001)
تعتبر هيلاري كلينتون واحدة من أشهر السيدات في عالم السياسة بتاريخ الولايات المتحدة. وقد كانت في البداية سيدة أولى في أركنساس مدة 12 عاما، حين كان بيل كلينتون حاكما للولاية، ثم سيدة أولى في البيت الأبيض من 1993 إلى 2001.
وخلال سنوات رئاسة زوجها، تنامت طموحات هيلاري السياسية. لذلك، فإنها قبل أن تفسح المجال للورا بوش، اهتمت كلينتون بمستقبلها السياسي وفازت بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. وفي عام 2008، خاضت سباق الرئاسة داخل الحزب الديمقراطي، وخسرت أمام باراك أوباما، وتقلدت لاحقا منصب وزير الخارجية.
تحتفل هيلاري كلينتون هذا العام بعيد ميلادها الـ72، ومن غير المرجح أن تشارك في السباق الرئاسي مرة أخرى بعد خسارتها في انتخابات 2016 أمام الجمهوري دونالد ترامب.
ومع ذلك، لا تزال السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة تشارك بنشاط في العمل السياسي، إذ إنها تعبّر باستمرار عن رفضها سياسات الرئيس ترامب، وتكشف بشكل دوري تفاصيل جديدة حول الدور الروسي في اختراق الانتخابات، وتجني الكثير من المال من كتاب مذكراتها "ماذا حصل؟" (what happend) الذي تسرد فيه تفاصيل السباق الانتخابي في 2016.
لا تزال السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة تشارك بنشاط في العمل السياسي (الجزيرة)
باربرا بوش (1989-1993)
امتدت المسيرة السياسية لزوجها ما يقرب من ربع قرن، دبلوماسيا وعضوا في الكونغرس ونائبا للرئيس وأخيرا رئيسا للولايات المتحدة، وكانت هي السيدة الأولى من 1989 إلى 1993.
بعد فوز بيل كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 1993، عادت باربرا بوش مع زوجها إلى تكساس. وعندما أصبح ابنها رئيسا في 2001، كان يتوجب عليها الظهور على قنوات التلفزيون بشكل مستمر.
وعلى الرغم من المشاكل الصحية التي كانت تعاني منها، واصلت زوجة بوش الأب المشاركة بشكل دوري في المناسبات الاحتفالية ورعاية المؤسسات الخيرية إلى أن توفيت عام 2018.
نانسي ريغان (1981-1989)
غطت وسائل الإعلام حياة الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأميركية رونالد ريغان وزوجته لأكثر من 20 عاما، وكانت أبرز مبادرات نانسي ريغان خلال فترة رئاسة زوجها هي حملة التوعية بمخاطر تعاطي المخدرات.
لكن، بعد شهرين فقط من مغادرتهما البيت الأبيض، أطلقت السلطات تحقيقا ضد الزوجين بتهمة التهرب الضريبي، وسارعت العائلة التي بلغت ثروتها في نهاية عام 1989 أكثر من 10 ملايين دولار، بتسديد المبالغ المطلوبة.
وعام 1994، أصيب زوجها بمرض ألزهايمر، ومنذ ذلك الحين، كرّست نانسي حياتها لرعاية زوجها والتعريف بهذا المرض، واستثمرت مبالغ كبيرة في أبحاث الخلايا الجذعية بعد وفاة زوجها.
وحتى وفاتها في 2016، ظلت نانسي تمثل زوجها الراحل، وقامت برحلات إلى بلدان عديدة وافتتحت مراكز بحثية ومكتبات.
روزالين كارتر (1977-1981)
انغمست روزالين كارتر في العمل السياسي بقوة مع زوجها جيمي كارتر الذي شكّلت هزيمته في انتخابات عام 1981 ضربة قوية بالنسبة لها.
وبعد انتقالهما إلى جورجيا عقب الفترة الرئاسية، واصلت روزالين وزوجها العمل السياسي من خلال السفر في بعثات دبلوماسية إلى الشرق الأوسط، كما افتتحت مراكز لدراسة وعلاج الأمراض العقلية، وقد تمكنت في 2007 من تمرير مشروع قانون إلى الكونغرس بشأن التأمين على الأشخاص المصابين بأمراض عقلية.
كما تعاونت روزالين مع السيدات الأول السابقات لتعزيز المبادرات بشأن حماية حقوق المرأة والطفل.
وفي 2016، دعمت مبادرة إلغاء عقوبة الإعدام في كاليفورنيا. وفي الانتخابات الرئاسية السابقة، قامت بحملة قوية من أجل دعم بيرني ساندرز على حساب هيلاري كلينتون في انتخابات الحزب الديمقراطي.
جاكلين كينيدي (1961-1963)
بعد مقتل زوجها، كانت نهاية حياة جاكلين كينيدي في البيت الأبيض مأساوية. وبحثا عن حياة آمنة ومنعزلة، تزوجت جاكلين من رجل أعمال يوناني وصديق مقرب لعائلة أمير موناكو، وهو الملياردير أرسطو أوناسيس، وقد توفي هو أيضا في سن مبكرة.
وقد اهتمت جاكلين بحماية الآثار والتراث المعماري للولايات المتحدة، واستمرت في ذلك حتى وفاتها عام 1994.
إليانور روزفلت (1933-1945)
استطاعت إليانور روزفلت أن تُحدث نقلة نوعية في مكانة السيدة الأولى. فخلال حياة زوجها الرئيس فرانكلين روزفلت، لم تجلس مكتوفة الأيدي، بل قدمت مجموعة متنوعة من المبادرات السياسية التي أزعجت بعض السياسيين المحافظين، وقد اهتمت بإنشاء منظمة الأمم المتحدة وحرصت على إتمام هذه الجهود حتى بعد وفاة زوجها.
وقد أشاد الرئيس الـ33 للولايات المتحدة هاري ترومان بجهود السيدة الأولى السابقة، والتي كانت أول مندوبة أميركية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وإلى جانب ذلك، شاركت روزفلت بشكل مباشر في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما روّجت للأفكار النسوية، وتولت رئاسة اللجنة الرئاسية المعنية بحقوق المرأة في عهد كينيدي.
وبشكل عام، كان لإليانور روزفلت علاقة مباشرة بجميع الأحداث المهمة التي عاشها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وقد أطلق عليها الرئيس ترومان لقب سيدة العالم الأولى.