إنشغلت باليومين الفائتين بزراعة عدد من شجر الزيتون، أستغلالا لفسحة الطقس الجميل أولا واستباقا للشتاء القادم في الايام التالية بحسب ما تقوله النشرات الجوية، وعملا بقول أجدادنا المزارعين : "شجرة كانون أول أفضل من شجرة عاملول ( السنة الفائتة )
اليوم فتحت الفيسبوك، وصدمت بهجمة شرسة تطال "نقيب الثورة" الدكتور ملحم خلف، على خلفية مبادرة إنقاذية كان قد تقدم بها، وأن النقيب تحول بنظر كثيرين من "الثوار" إلى الناطق الرسمي باسم الثنائي الشيعي وبأنه ينفذ بمبادرته هذه أجندة أحزاب السلطة !!
وبما أنني وكما صار يعرفني معظم الاصدقاء أميل أكثر نحو النقد والانتقاد وأنني لا أجامل صديقا أو حليفا ولا يسلم من "تنقيراتي" مهما قرب أو بعد فاعتبرت للوهلة الاولى أن "مبادرة خلف" هذه هي فرصة جديدة لممارسة هوايتي التنقيرية.
بحبشت على نص المبادرة "الشيطانية" بخلفية التفتيش الثغرات "الثورية" التي دعوس عليها ملحم خلف من أجل السير على خطى من سبقني من "الثوار" بالتهجم والنقد ونسف ما جاء فيها من خيانة متوقعة.
إقرأ أيضا : حزب الله : كل الحق ع الاميركان
لا أخفي عليكم أنني اضطريت لقراؤتها أكثر من مرة وأرجعت إليها البصر كرتين فانقلب إليّ البصر خاسئا وهو حسير.
بدا من عنوان المبادرة "معا نسترد الدولة " وهو عنوان بحد ذاته يحمل كل معاني ثورة 17 تشرين الذي يعتبر أن "الدولة" مسلوبة ومحتلة ويجب استرجاعها، مرورا بمداخلة الدكتور خلف الذي استوقفتني مليا عبارته الرائعة وهو يطالب بدولة "تمارس سيادتها الفاعلة وسلطتها الجازمة بعدالة على كامل أراضيها وتصون حدودها بكل معاير الوطنية".
أما في بنود المبادرة ومطالبها وما تحتويه .. فلم أجد إلا المطالبة "بحكومة فاعلة وهادفة وعادلة وموثوقة من مستقلين اختصاصين" ! تعمل على "خطة انقاذية" واطلاق مسار الاصلاحات الفورية (الازمة المالية – أزمة الكهرباء – إقرار قانون إستقلالية القضاء – التدقيق الجنائي في المؤسسات وإصلاح مسار إتمام المناقصات ).
أما فيما خص إعادة تكوين السلطة، فلم تطرح المبادرة إلا العمل وفق الدستور وبنوده المعطلة من قبل أرباب السلطة منذ ما بعد الطائف من انتخاب مجلس شيوخ مرورا بانتخابات نيابية خارج القيد الطائفي على أن يكون انتخاب المجلسين في نفس اليوم ووصولا إلى " إنقاذ اللامركزية الادارية وإنشاء صندوق وطني تعاضدي تنموي ما بين المناطق من ضمن سياسة متكاملة تبقي على روابط الوحدة الوطنية".
هذا باختصار ما قرأته في المبادرة ... وعليه فقد ثبت لدي وبالوجه الشرعي، أن بين صفوف الثورة والثوار كما في جماهير الاحزاب من يتهجم وينتقد بدون حتى أن يقرأ أو يطلع
فإذا لم تكن بنود مبادرة "معا نستر الدولة" هي تماما ما نطمح إليه في 17 تشرين، فهذا يعني أن "الثورة" لا تعرف ماذا تريد ولماذا هي ثارت أصلا
لذا فأنا أدعو كل الثوار والناشطين أولا لقراءة المبادرة ومن ثم إذا ما كان هنالك من نقد أو إضافة فليكن ولكن ليس على طريقة "صهيوني – صهيوني، ملحم خلف صهيوني" كما يفعل غيرنا والسلام .