التقدم الكبير في فعالية لقاحي فايزر وموديرنا ضد فيروس كورونا، وابتكارهما في وقت قياسي، يطرح تساؤلات حول جدوى وسلامة اللقاحين.
كبير خبراء الأوبئة في الولايات المتحدة، ورئيس المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، الطبيب أنتوني فاوتشي، يشرح لصحيفة "يو إس أيه توديه" كيف توصل العلماء إلى هذه اللقاحات؟ ولماذا تعد ثقة الناس في اللقاح مفتاحا للتغلب على الوباء؟
يقول فاوتشي إنه يجب "غرس الثقة في الرأي العام الأميركي بسلامة وفعالية اللقاح إذا أثبتت نتائجه ذلك، وأن هذا اللقاح سيكون متوفرا لأكبر شريحة من الناس ما بين أبريل حتى يوليو، وبما يعني أن الولايات المتحدة ستعود إلى وضعها الطبيعي قبل خريف 2021".
وذكر أن الموافقة على اللقاح ليست عملية سهلة، حيث تقوم لجنة متخصصة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية "FDA" بمراجعة بيانات التجارب السريرية، وتتأكد من درجات الفعالية والأمان التي توفرها وفق المعطيات الحالية.
وعادة ما تكون هذه اللجنة مستقلة، ولا تتبع لا لهيئات رسمية أو حتى الشركات، وتتكون من خبراء مختصين في إجراء مثل هذه التجارب السريرية.
ويجب أن يكون نصف المشاركين في التجارب السريرية قد مضى على تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح أكثر من 60 يوما، للتأكد من سلامته أو آثاره الضارة، والتي عادة ما تظهر خلال ستة أسابيع على المدى القصير.
فاوتشي، أكد أنه اطلع مؤخرا على بيانات التجارب السريرية للقاحات فايزر بيونتك، حيث أشارت الشركة في وقت سابق إلى عدم وجود أية تأثيرات خطيرة تتعلق بالسلامة على المتطوعين للتجارب السريرية.
وأوضح أن لجنة العلماء المستقلة التابعة لـ "FDA" ستجتمع في مطلع كانون الأول، للتأكد عبر أدلة حقيقة من سلامة وفعالية اللقاحات، وسيسبق هذا الاجتماع تحليل آخر من إدارة الغذاء، والذي سيمهد لاجتماعات اللجنة.
وبعد اجتماعات تعقدها اللجنة مدة يوم كامل، ستقدم توصياتها لإدارة الغذاء والدواء والتي ستتضمن، ما إذا كان سيسمح باستخدام اللقاح أم لا؟ إضافة إلى توصيات تتعلق بالفئة الأولى التي يجب أن تحصل على اللقاح.
وقدمت شركتا فايزر وبيونتيك، الجمعة الماضية، طلب ترخيص عاجل للقاحهما المضاد لفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، حيث فرضت السلطات قيودا جديدة لاحتواء الجائحة.
وأعلن وزير الصحة الأميركي، أليكس عازار، الجمعة أن شركة موديرنا الأميركية التي تعمل على تطوير وتوزيع لقاح مضاد لكورونا على نطاق واسع، قد تقدم من جهتها طلبا مماثلا.
وابتكر العماء لقاحي موديرنا وفايزر وفق تقنية واحدة اعتمدت لأول مرة في تاريخ اللقاحات، وتسمى messenger RNA، أو mRNA، لإنتاج استجابة مناعية لدى الأشخاص الذين يتم تطعيمهم.
ووفق لهذه التقنية، تقوم اللقاحات بإيصال الحمض النووي الوراثي (mRNA) أو (RNA)، إلى جسم الإنسان ليحول الخلايا إلى بروتينات لها نتوءات تصنع أجساما مضادة مشابهة للنتوءات الموجودة فوق فيروس كورونا.
وفي حال تعرض الشخص الذي تلقى اللقاح لفيروس كورونا فيما بعد، فستعمد الأجسام المضادة مهاجمته بشكل قوي وفعّال. ويتم إعطاء كل من اللقاحين عبر جرعتين يفصل بينهما أسابيع.