تنتفخ عضلات الحكومة مع كل قرار بإغلاق أبواب البلاد وبيوت العباد وتنتشي على خمرة السلطة بطريقة يأخذها السكر الى ما تشتهي من أدوار وإحساس بالمسؤولية بحيث يرى الوزير نفسه وزيراً في وزارته يتصرف وفق صلاحياته ويرى من أتى به بعيداً عنه لا علاقة به لا بالخضوع ولا بالخنوع ويرى رؤساء الكتل النيابية مجرد أحجار في لعبة الأطفال المبتدئين لا أسياد علي الوزراء وهم مجرد عبيد في نظام يعطي أرباب الطوائف حق التصرف بكل شيء في السلطة وفي المجتمع .
ينظر الوزير من شرفة وزارته فيرى مدى نفوذه ومدى سيطرته على الشوارع الفارغة من الحياة و مدى قسوته على العباد الخائفين من مخالفة قرار التسكير المفتوح على التسكير في ظل انعدام الإقتصاد وتحكّم المافيات بالتجارة وبسعر صرف الدولار الذي لا سقف له في سياسات السوق السوداء التي يسيطر ويتحكّم بها أسوأ المافيات من صغار العاملين بالعملة إلى الكبار الذين يحركون الدولار هذه العملة الشيطانية هبوطاً وصعوداً بحسب مصالح وأهداف كلها ترمي و تودي إلى حالات الفقر المدقع والغني الفاحش .
إقرأ أيضا : ألقوا القبض على لصوص التجارة
كأن كورونا ليس مرضاً خطيراً ينتشر بكثافة هائلة في لبنان بل هو دواء مفيد للحكومات العاجزات عن اجتراح أيّ حل يُذكر ما عدا الإجتراحات المتكررة بإغلاق البلاد وتنفيس غضب الناس في بيوتهم وهم يوهمون ضعفاء الطوائف بأن في التسكير حماية كما هي الحمايات المتوفرة لشعوب العالم الأول وهذا مما لا شك فيه ولا ريب لأن اعتماد دول متقدمة على مواجهة فيروس كورونا بالتسكير لحماية المواطنيين دليل صحة المطلب الوقائي ولكن لا مجال للمقارنة بين حكومات دول العالم المتقدم وحكومات العالم المتأخر لأن في هذا ضروب من السحر المعتمد من السياسيين المحليين الذين يصورون العود اليابس على أنّة عوداً أخضرفيفرح به من فتنهم سحر الساحرين ويرون في بؤسهم وشقائهم سعادة لا مثيل لها .
هناك تقدم الخدمات ولا مجال للخوض فيها في حين أن يد الحكومات هنا مغلولة وهي مسؤولة عن الإفقار و دعن محنة الإقتصاد وعن عدم الأخذ بأي عمل يحمي الناس من الجشع المنتشر بخطورة أكبر من انتشار فيروس كورونا لقد بلغت قسائم محاضر الظبط ضدّ المخالفين لقرار الحجر والمفرد والمجوز أرقاماً قياسية عالية وهذا ما بحبح من صندوق المخالفات الذي يذهب لصالح جيوب في المؤسسات وفي كل يوم ثمّة نشرة خاصة بالمخالفين في حين يتهاون المتهاونون مع أعمال التجارة والصيرفة فلا من يكبح جماح التجار الذين فاقت أرباح تجاراتهم كل مخيلة وكذلك روّاد صرف الدولار الذين يحتكرون الدولار ويهدمون ما تبقى للعملة الوطنية من قيمة شرائية .
ثمّة سلطة مرحة بشوشة وهي متلفزة بطريقة ساخرة لعيون بعض المشاهدين الذين ينحازون لهذا الوزير أو ذاك نتيجة انتماء لحزب ولطائفة رغم ما يقوم به من تشويه للحقائق لقد قدم العالم بعيد انفجار المرفأ ما يسد حاجات اللبنانيين لا المتضررين فحسب فكيف وصلت وكيف ذهبت هناك أقوال في الشارع مرعبة تدفعك الى الكفر اذا لم تكفر بعد بطبقة سياسية فاقت في شرورها فن كل شر .