أولاً: شهادات زور عديدة...
ظهر بالأمس على شاشة قناة الجديد، الصحافي المخضرم شارل أيوب مع الإعلامي نيشان، ظهر بعد غيابٍ طويل، وبدا كأنّه قادمٌ من زمنٍ غابرٍ سحيق، في صورة باهتة، وغبار الزمن بادٍ على مُحيّاه، فاقداً لألقه وحيويته المعهودة، بعد أن تقاعد وأوكل شؤون صحيفته "الديار" لإبنه البكر حنا أيوب، ومن ثمّ قام شارل أيوب خلال المقابلة بقذف شهادات زورٍ عديدة، تناولت عدداً من رجال الحكم الحاليين والسابقين الذين عاثوا فساداً في البلاد ودفعوا بها حافة الانهيار الشامل والضياع والفقر والمرض والجوع والحرمان والإذلال: الأستاذ نبيه بري حكيمُ عصره، ماهرٌ حاذقٌ في إدارة دفّة المجلس النيابي، والسيد حسن نصرالله رجل المقاومة الذي لا يُبارى في وجه العدو الصهيوني، ورائدٌ من رُوّاد الأمة العربية، دون ذكر الأمة الإيرانية لرفع الحرج، وميشال عون هو الرئيس المقدام الذي سينهض لبنان على يديه بعد أربعة أشهر فقط( حسب المطبخين الفرنسي والإنكليزي اللذين يعتمد عليهما أيوب)، وعلى هذا المنوال جاءت شهاداتُه بحقً رئيس الجمهورية السابق إميل لحود، واللواء جميل السيدوغيرهم، والأطرف من كلّ ذلك أنّ أيوب أجاب بالنّفي على سؤال نيشان: هل شهدت في حياتك شهادة زورٍ واحدة، وغاب عن بال الرجلين: السائلُ والمسؤول، أنّ الحلقة التلفزيونية بكاملها كانت فيضاً من شهادات الزّور.
إقرأ أيضا : الخليع في العصر الجاهلي والخليع في عصر الزعيم نبيه بري
ثانيا: شهادة واحدة لوجه الله...
يحقُّ لحزب الله أن يفخر ويعتزّ بصدق ووفاء شارل أيوب وشهامته، فهو الوحيد من بين جوقة إعلام المقاومة والممانعة( الذين لا يُحصون عددا)، الذي اعترف علانيّةً بلا خجلٍ ولا مُواربة بأنّ حزب الله هو الذي يقوم بأود نفقات جريدة الديار التي تُقارب الخمسين ألف دولار شهرياً، كي تبقى الجريدة صامدة واقفة على أرضٍ صلبة، صرّح بذلك أيوب بشجاعة وصراحة وجرأة أدبية في عالم الاعلام الزاخر بالنّفاق والرّياء، حيث يستنكف معظم إعلاميّي المقاومة والممانعة عن الإعتراف بالإسترزاق من جانب حزب الله، حتّى وئام وهاب الذي يعرف القاصي والداني أنّ لحم أكتافه من حزب الله، قال ذات يومٍ عندما أُقحم بسؤالٍ عن مصدر أمواله، أنّ كلّ ما قدّمته له الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو مبلغ ستّين مليون دولار ، أنفقها في بناء مستشفى، ويعيش على الكفاف مع حزبه وأعوانه.
شارل أيوب، تحيّة لصدقك ووفائك، وارتهانك لحزب الله معذورٌ ومغفور، بعد أن دانت رقابٌ غليظة لإرادة هذا الحزب المُنظّم المُسلّح، ولك أيها الصحافي البائس في الجنرال عون أُسوةً حسنة.