بعد شفائه من "كورونا"، صدر عن مفتي طرابلس والشمال السّابق الشيخ مالك الشعّار البيان التالي: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل (إذا أحب الله عبدا ابتلاه). وبعد:
فانطلاقا من قول نبينا عليه الصلاة والسلام (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، فإنني أتوجه بالشكر الجزيل ابتداءً إلى سائر الطواقم الطبية العاملة في هذه الجائحة في لبنان بعامة وفي طرابلس بخاصة، وعلى الأخص في مستشفى هيكل التي أمضيت فيها فترة العلاج من عوارض هذا الوباء الذي أسأل الله سبحانه أن يصرفه عن الجميع..
وخلال وجودي في القسم الخاص بوباء covid 19 لمست الجهد الكبير الذي تبذله الطواقم الطبية لعلاج المصابين، وكأني بهم يتمثلون قول الله تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)، فالوباء ابتلاء، ومكافحته جهاد، وتحمل المصابين به لعوارضه صبر، وأساليب العلاج وطرقه تنبئ عن نفسية أصحابها.
وقد ضربت الطواقم الطبية في طرابلس اروع الأمثلة في التضحية الإنسانية في معالجة المصابين، وتقديم الرعاية اللازمة، غير آبهين بالأخطار التي يمكن أن تصيبهم، مقدمين المصلحة العامة على سلامتهم الشخصية. وبالتالي فإنه يحق لطرابلس ان تفتخر بأبنائها في الجسم الطبي بكافة مراحله.
وعليه فإنني أكرر شكري لمستشفى هيكل بكل طواقمها الطبية والإدارية، وأخص بالشكر البروفسور طه بازرباشي الذي كان المشرف على علاجي، ورئيس مجلس الإدارة الأستاذ ريتشي هيكل، الذي يبذل جهودا مضنية في سبيل تأمين المستلزمات الطبية في هذه الجائحة.
كما أشكر من أعماق قلبي أصحاب السماحة المفتين والقضاة والعلماء، واصحاب الدولة والمعالي، وكل من خصني بدعاء، او اتصل مستفسرا، فقد غمروني بمحبتهم ولطفهم.
أسأل الله تعالى أن يكشف هذه الغمة عن الناس ، وأن يصرف عنهم الوباء والبلاء. إنه سميع قريب مجيب".