لا يزال فيروس كورونا يضرب بقوة في إيران، وسط تسجيل البلاد في الآونة الأخيرة أعدادا متزايدة يوميا من الوفيات والمصابين، لتكون بذلك الدول الأسوأ من حيث تفشي الوباء في منطقة الشرق الأوسط.
وارتفعت حصيلة الضحايا الناجمة عن فيروس كورونا في إيران خلال الأسابيع الأخيرة، إذ زادت معدلات الإصابة اليومية بنحو 40 بالمئة منذ أوائل أيلول، مع تسجيل أكثر من 400 وفاة جديدة كل يوم بدءا من نوفمبر الجاري.
وتسببت جائحة كورونا في إيران بوفاة أكثر من 41 ألف شخص، في حين وصل عدد المصابين بالفيروس إلى أكثر من 762 ألف شخص، لدرجة أن المقابر لم تعد تستوعب المزيد من جثامين المتوفن، في حين أن أسرة المستشفيات أصبحت ممتلئة عن آخرها.
وفي 12 تشرين الثاني، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن 457 حالة وفاة في يوم، وفي 10 تشرين الثاني، بلغ العدد الإجمالي للوفيات 462 حالة، وسط حديث مسؤولين حكوميين عن أن أعداد الوفيات أكبر من ذلك بكثير.
وبينما تكتظ المستشفيات بالمرضى، تشهد مقبرة بهشت-زهرة الضخمة في العاصمة طهران، وهي الأكبر في البلاد، أعدادا "غير مسبوقة" من حالات الدفن على مدار الخمسين عاما الماضية.
وقال رئيس المجلس البلدي في مدينة طهران محسن هاشمي، إن سعة المقبرة تضاعفت 3 مرات من خلال استخدام "مدافن من 3 طوابق"، وفق ما نقل موقع "راديو فاردا" الإيراني الذي يبث من التشيك.
وأدى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في إيران مؤخرا، مع تسجيل نحو 12 ألف حالة في 11 تشرين الثاني، إلى دق أطباء ناقوس الخطر والتحذير مما وصفوه "مذبحة كورونا".
ودعا مسؤولو الصحة في إيران وغيرهم، بمن فيهم رؤساء 65 كلية طبية وجامعة، إلى إغلاق على مستوى البلاد لمدة أسبوعين وفرض قيود صارمة على السفر بين المدن.
وفي 10 تشرين الثاني الجاري، حذرت هاله غايم رئيسة قسم الأوبئة في جامعة شيراز من أنه "من دون إغلاق صارم ستشهد البلاد مذبحة فيروس كورونا".