كتب غسان ريفي في صحيفة "سفير الشمال" تحت عنوان "هل يقدم الحريري تشكيلته الحكومية الى عون.. ويضعه أمام مسؤولياته؟!": "البلد مقفل، والافق السياسي مسدود، والحكومة في علم الغيب، والحجِر في المنازل يكتم الانفاس، والدولار وغلاء الأسعار يهددان اللبنانيين بالجوع، ورفع الدعم عن السلع الأساسية ينذر بفوضى إجتماعية وأمنية.
المبادرة الفرنسية تتهاوى، والعقوبات الأميركية تتوالى، والثقة الدولية بالسلطة السياسية مفقودة، والثقة العربية معدومة، ولا مساعدات ولا دعم ولا مساندة ولا تواصل من دون حكومة تنفذ الاصلاحات وهذا أمر غير متوفر.
يُجمع كثير من المتابعين أن كل محاولات تذليل العقبات باءت بالفشل، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زار لبنان مرتين من دون نتيجة، وسبقه وزير الخارجية جان إيف لودريان فعاد بخفيّ حنين، ولحقه مسستشار الأليزيه باتريك دوريل ويبدو أنه ترك لبنان خالي الوفاض، وهو من المفترض أن يقدم تقريره عن الزيارة والانطباعات التي عاد بها الى الرئيس ماكرون اليوم، على أن تعقد خلية الأزمة الخاصة بلبنان إجتماعا خلال الساعات المقبلة لتقرر الخطوات المتعلقة بمقررات سيدر، وبمؤتمر الدعم ووجهته الاقتصادية مع تشكيل الحكومة، والانسانية من دون حكومة، إضافة الى زيارة ماكرون الى لبنان والتي باتت أمام ثلاثة خيارات، فإما أن تتشكل الحكومة ويزور ماكرون لبنان ويهنئ الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات اليونيفل ويجول على القيادات اللبنانية للبحث في آليات إنقاذ الوضع اللبناني، أو أن لا تتشكل الحكومة فتقتصر زيارة ماكرون على الكتيبة الفرنسية وفي ذلك إهانة للدولة اللبنانية وقياداتها، أو أن يلغي زيارته.
التواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري مقطوع منذ أكثر من إسبوع، وكلاهما يصران على موقفيهما، والثواني الهاتفية المعدودة التي جرت برعاية فرنسية بين الحريري وجبران باسيل لم تتعد تبويس اللحى والشكليات وهي لم تحقق أي خرق في الجدار الحكومي، والثنائي الشيعي على موقفه بعدم التدخل، أو الضغط على حليفه باسيل الذي زاد دلالا بعد العقوبات الأميركية عليه.
كل ذلك، يفرض حالا من المراوحة القاتلة على الساحة اللبنانية، لا بد من مواجهتها بصدمة سواء كانت إيجابية أو سلبية، تؤدي الى الخروج من هذه الأزمة إما الى الحل أو الى الانهيار الشامل.
تشير المعلومات الى أن الرئيس الحريري قد يزور رئيس الجمهورية خلال اليومين المقبلين، ليقدم صيغة جديدة من 18 وزيرا من دون مداورة في الحقائب، مع مراعاة الطلب الفرنسي بأن يكون وزراء الحقائب المتعلقة بمؤتمر سيدر ليس عليهم أية شبهة فساد أو إرتباط سياسي في أي من التيارات اللبنانية.
وتضيف هذه المعلومات أن الحريري سواء إقتصر لقاءه على رئيس الجمهورية، أو أسفر الاتصال مع باسيل الى لقاء بينهما، فإنه سيضع أمامهما هذه الصيغة، فإما أن يوافقا أو أن يتمسكا بمزيد من المطالب وعندها، بحسب بعض المتابعين، فإن الحريري قد يلجأ الى القيام بزيارة ثانية بمواكبة إعلامية كاملة لتقديم تشكيلة حكومية الى رئيس الجمهورية ووضعه أمام مسؤولياته في الموافقة وتوقيع المراسيم والانتقال الى مرحلة الثقة في مجلس النواب، أو في الرفض الذي سيجعل الحريري يتمسك بالتأليف الى ما شاء الله، بالتزامن مع تفعيل وتنشيط حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب، وما يمكن أن يترافق ذلك مع تداعيات إقتصادية وإجتماعية وأمنية كارثية ستضع رئيس الجمهورية والسلطة الحاكمة بكاملها على محك الغضب الشعبي العارم".