بحلول نهاية العام الجاري، سيكون ما يقارب 3 ملايين طفل قد ولدوا من أمهات مصابات أو أصبن في وقت سابق بفيروس كورونا المستجد، الذي يؤدي إلى مرض "كوفيد 19".
وبحسب دراسة منشورة في صحيفة "الأصول التطورية للصحة والأمراض"، فإن إصابة النساء بفيروس كورونا "ربما" تؤثر بشكل سلبي على الأجنة.
وقال العلماء المشاركون في الدراسة، وهم باحثون في جامعة "ساوثرن كاليفورنيا" الأميركية، إن الملايين سيولدون وسط أسر أصيب أفرادها بعدوى فيروس كورونا، الذي تحول إلى جائحة عالمية.
ولم يعرف الباحثون حتى الآن ما إذا كانت لفيروس كورونا المستجد تأثيرات بعيدة المدى على الرضيع الذي عاش في رحم أم أصيبت به، لكنهم يبنون توقعات على تجارب مع أمراض سابقة مثل "سارز" في سنة 2002، ثم "ميرس" عام 2012 وجائحة الإنفلونزا الإسبانية قبل أكثر من 100 عام.
وقال الباحث المشارك في الدراسة كاليب فينش، إن الإنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت العالم عام 1918 أدت إلى تبعات طويلة الأمد على الرضع الذين كانوا وقتئذ في أرحام أمهاتهم.
وأوردت الدراسة أن تلك التداعيات التي طالت من كانوا رضعا، شملت كلا من ارتفاع نسبة الوفيات عند الكبر، إضافة إلى زيادة مخاطر السكري وأمراض القلب والاكتئاب بعد عمر الخمسين.
وتبعا لذلك، فإنه من المحتمل أيضا أن تكون هناك تأثيرات طويلة المدى على الأجنة الذين عاشوا في أرحام أمهات مصابات بكورونا، خلال فترة تفشي المرض الذي أدخل العالم في أسوأ أزمة صحية منذ عقود.
ويوضح فينش أن عدوى كورونا قد تصيب الأجنة عبر أكثر من طريقة، سواء من خلال المشيمة أو باستجابة الالتهاب التي تؤثر على التمثيل الغذائي لدى الجنين، وبالتالي عملية النمو.
لكن المؤسسات الصحية حول العالم، لم تسجل حالات مقلقة لانتقال العدوى بين الأمهات والأجنة، خلال وباء كورونا الذي أصاب عشرات الملايين من الأشخاص.
وفي المقابل، أظهرت بيانات صحية ارتفاعا في الولادات المبكرة وتراجع وزن المواليد خلال أزمة "سارز" في 2002، وفيروس "إتش وان إن وان" الذي تسبب في انتشار مرض إنفلونزا الخنازير عام 2009.
ورجح الخبراء أن تكون هذه الظواهر قد نجمت عن الالتهابات التي يسببها المرضان، أما في حالة الرضع الذين ولدوا من أمهات أصبن بكورونا فإن الوقت هو الذي سيبدد المخاوف أو سيثيرها بشأن التبعات طويلة المدى لـ"كوفيد 19".