بسبب جائحة كورونا، حولت بعض الفنادق إلى مراكز إيواء لمشردي الشوارع في مدينة نيويورك، وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن لكل واحد من هؤلاء المشردين قصة تروى.
وبدأت الصحيفة تقريرها بالحديث عن مشرد هو في الأساس مغني أوبرا ودرس العلاقات العامة ويكافح للعثور على عمل، وزميله الجديد في السكن هو سجين سابق أطلق سراحه قبل عام ويبحث عن فرصة، ورفيقهما الذي يبحث أيضا عن الاستقرار.
ويعيش الرجال الثلاثة في فندق لوسيرن الذي يعد واحدا من 63 فندقا حولت إلى ملاجئ للمشردين منذ بداية الوباء للمساعدة في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا.
ووفقا للصحيفة أدى نقل المشردين إلى الفنادق لدعاوى قضائية واحتجاجات ومؤتمرات صحفية وتشكيل مجموعات معارضة و أخرى مؤيدة لذلك، في وقت يواجه فيه المشردون الذين فقدوا وظائفهم وتعرضوا لعمليات الإخلاء من المساكن خطر الترحيل.
وتسببت قضيتهم بحالة انقسام، فهناك من يضغط على حاكم الولاية بيل دي بلاسيو وإدارته لنقلهم وترحيلهم من الفندق، وهناك من يقف إلى جانبهم ويساندهم.
وفي تشرين الأول الماضي أرجأ أحد القضاة خطة لنقلهم، وقد يتغير ذلك يوم الإثنين المقبل إذا قرر قاضي المحكمة العليا في مانهاتن نقلهم إلى فندق راديسون في الحي المالي بدلا من السماح لهم بالبقاء في لوسيرن.
وأصبح دبارون البالغ من العمر 51 عاما بمثابة المتحدث باسم المشردين في الفندق، لأنه يمتاز بالرصانة، وقد حصلوا على الدعم والتشجيع من بعض الخيرين، وأصبح فندق لوسيرن محورا للنقاش خلال الفترة الماضية، خاصة بعد أن انتقل أكثر من 200 مشرد إليه في تموز الماضي.
واشتكى بعض السكان من زيادة التسكع وتعاطي المخدرات والتبول في الأماكن العامة القريبة من الفندق، فيما عينت مجموعة من السكان محام لرفع دعوى قضائية ضد سلطات المدينة، وقام بعض المشردين بكتابة عبارات على جدار بيته، ومنها أنه لا يمكنك تهجيرنا.
وقبل الوباء تعهد دي بلاسيو بإنهاء اعتماد المدينة على الفنادق كحل مؤقت لإيواء المشردين، لكن خلال الوباء ازداد الاعتماد على الفنادق ووضع حوالي 9500 مشرد في الفنادق.
ووفقا لإدارة خدمات المشردين فإن برنامج الإيواء في الفنادق ناجح، وهناك 104 من المشردين ماتوا بسبب كورونا، وأوضاع 60 ألف مشرد في الملاجئ مزرية، ويبقى الجدل قائما بين المشردين والسكان والسلطات حول إمكانية نقلهم لأماكن إيواء أو وملاجئ أو فنادق في مناطق أخرى.