صُنفت جودة الهواء في نيودلهي في الفئة "الشديدة" لليوم السابع على التوالي اعتبارًا من يوم الأربعاء ، حيث واصلت العاصمة الهندية معاناتها من أسوأ موجة تلوث خلال العام.
وعلى الرغم من تحسن جودة الهواء إلى رديئة جداً في بعض المناطق ، إلا أن جودة الهواء العامة في العاصمة الوطنية ظلت شديدة.
ويترافق موسم تلوث الهواء سنويا في بداية كل شتاء مع تدفق أعداد كبيرة من السكان إلى أطباء الأمراض الرئوية في نيودلهي، لكن المخاوف مضاعفة هذه السنة في ظل تفشي جائحة كوفيد-19.
ومن عيادته الصغيرة التي تحمل اسم "حسّنوا تنفسكم"، يبدو الطبيب دافيندر كوندرا قلقا على سكان العاصمة الهندية البالغ عددهم 20 مليونا. ففي كل يوم، يسجل في عيادته حالة مشبوهة على الأقل يرسل صاحبها للخضوع لفحص فيروس كورونا المستجد.
ويوضح كوندرا لوكالة فرانس برس خلال تفحصه صوره شعاعية لمريض مصاب بالتهاب رئوي "دراسات عدة في العالم خلصت إلى وجود رابط بين تلوث الهواء وازدياد الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا".
ويضيف "المواد المجهرية المسببة للتلوث تنقل الفيروس بعيدا في الرئتين. نيودلهي تتلقى ضربة قاسية مزدوجة".
ويشير كوندرا إلى أن "المرضى الذين يعانون انسدادا رئويا مزمنا يواجهون خطر الإصابة بأشكال أكثر خطورة من المرض في ظل تعرضهم لمستويات تلوث متزايدة".
وتشهد نيودلهي مستويات تركيز مقلقة من الجسيمات الدقيقة بقطر 2,5 ميكرومتر يمكن أن تدخل مجرى الدم عبر الرئتين ما يؤدي إلى الإصابة بالربو أو سرطان الرئة أو أمراض القلب.
وفي الوقت نفسه، سجّلت العاصمة هذا الأسبوع رقما قياسيا يوميا يبلغ سبعة آلاف إصابة جديدة بفيروس كورونا. وهناك توقعات بأن يبلغ عدد الإصابات اليومية أكثر من 12 ألفا قريبا ما يثير مخاوف حول حالة صحية طارئة في هذه العاصمة المزدحمة.
ومع 8,5 مليون إصابة في المجموع، تعتبر الهند ثاني دولة في العالم من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا بعد الولايات المتحدة. وقد تجاوز عدد الوفيات بكوفيد-19 في الهند 126 ألفا.
وتغطى نيودلهي وجزء كبير من شمال الهند كل عام مع بدء موسم الشتاء بضباب سام يتكون من مزيج من الأبخرة الناتجة عن الحرائق الزراعية وغازات عوادم المركبات والانبعاثات الصناعية.
وليس أمام الأطباء في نيودلهي إلا التوصية بوضع الكمامات واستخدام أجهزة تنقية الهواء في الأماكن المغلقة، وهو ما لا يستطيع كثر تحمله.
وتقول نافجوت كور إحدى سكان العاصمة إن "التلوث وصل بشكل أسرع هذا العام ويبدو أسوأ". وهي اختارت الذهاب إلى العمل بدراجة سكوتر كهربائية لتجنب خطر الإصابة بالفيروس في وسائل النقل العام، لكنها وجدت أنها أصبحت أكثر عرضة للضباب السام. وتضيف "عند وصولي إلى العمل، أشعر بوخز في عيني ويتوجب علي غسلها بالماء".
ويتساءل البعض الآخر عما إذا كان عليهم عدم مغادرة المنزل لأن فيروس كورونا "يهاجم الرئتين" أيضا، مثل نافين مالهوترا (38 عاما) الذي زار طبيبا متخصصا في أمراض الرئة.
ويقول: "أنا فقط أنتظر الفرصة للانتقال إلى مكان أقل تلوثا. لا أعرف حقا ما إذا كان ذلك ممكنا، لكن لا يوجد شيء آخر أفعله".