تعاني مقبرة "بهشت زهرا" التاريخية في إيران من مواكبة العدد الهائل من جثامين الموتى الجدد بسبب عدد الوفيات المتزايد جراء وباء كورونا.
وقد تسبب الفيروس بمضاعفة العدد المعتاد من الجثامين الواصلة إلى المقبرة، فيما تحفر القبور بالآلاف، ومع ذلك يجد العاملون بالمقابر معاناة في إيجاد متسع للموتى، وفقا لتقرير نقلته وكالة أسوشيتد برس.
وتعتبر مقبرة "بهشت زهرا" واحدة من أكبر المقابر في العالم، إذ تمتد لخمسة كيلومترات مربعة بالعاصمة طهران، ودفن فيها نحو 1.6 مليون شخص.
ويقول مدير المقبرة، سعيد خال، للوكالة، إنه لم يشهد أمرا مثل هذا من قبل ولا حتى خلال الحرب الإيرانية العراقية أو أكبر الكوارث الطبيعية في إيران، ويضيف "نعاني من أزمة على مدار 260 يوما، ولا ندري إلى متى سنظل نواجه هذه الأزمة".
ويتردد صدى عويل الأهالي وأقارب الموتى على امتداد مساحة القبور المحفورة حديثا والتي تنتظر الجنازة التالية.
وإيران هي الدولة الأكثر تضررا من الوباء في منطقة الشرق الأوسط، ويقدر عدد الإصابات بنحو 715 ألف إصابة على الأقل، فيما يتجاوز عدد الموتى 39 ألفا.
وفرضت السلطات سلسلة من الإجراءات المؤقتة في الأسابيع الماضية للحد من تفشي المرض، آخرها إغلاق المؤسسات غير الأساسية. ويشمل ذلك طهران ومراكز المحافظات ومدنا ذات تعداد سكاني مرتفع.
وأثار تزايد الإصابات والوفيات في الآونة الأخيرة، دعوات لإغلاق شامل لأسبوعين، لا سيما في العاصمة التي يقطنها أكثر من ثمانية ملايين نسمة.