بحسب معلومات "الجمهورية"، فإنّ الحركة الديبلوماسية الأوروبيّة في لبنان، تزامنت مع إشارات فرنسية وصفها احد كبار المسؤولين بالعالية النبرة، وجّهتها باريس في الآونة الاخيرة إلى بعض المستويات اللبنانية. وقد تضمنت هذه الاشارات ما يلي:
اولاً، "التعامل اللبناني مع ملف تأليف الحكومة، لا يرقى الى التعامل المسؤول، بل الى المماطلة السلبية وغير المبرّرة".
ثانياً، "إنّ باريس تستغرب تعامل بعض القادة اللبنانيين مع المبادرة الفرنسية وكأنّها انتهت. وهذا التعامل دفع الى التشكيك الجدّي بصدقيّة المنحى المعتمد في تشكيل الحكومة في لبنان، ربطاً بما يثار فيه من مطالب وشروط لا ترتبط من قريب أو بعيد بجوهر المبادرة الفرنسية، بل تتجاوزها إلى حدّ محاولة العودة بالأمور في لبنان الى ما كانت عليه قبل التظاهرات الشعبية التي اندلعت على اثر تفجّر الأزمة في هذا البلد".
ثالثاً، "إنّ المحادثة الاخيرة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس ميشال عون، شكّلت جرس انذار فرنسي متجدّد بأنّ لبنان لا يملك سوى خيار الالتزام بالمبادرة الفرنسية والتعجيل بتشكيل الحكومة على أساس برنامجها الإنقاذي للبنان والشروع فوراً في تطبيق الإصلاحات المطلوبة، وخصوصاً انّ الوضع في لبنان زاد سوءًا عمّا كان عليه حينما أُطلقت هذه المبادرة قبل نحو شهرين. وعلى هذا الاساس قرّر ماكرون ان يوفد ممثلاً شخصياً له الى بيروت لعلّه يتمكن من دفع الامور في الاتجاه الايجابي".
رابعاً، "لولا انشغال الاليزيه بالتطورات الاخيرة التي شهدتها فرنسا، ومحاولة احتوائها، لم يكن مستبعداً ان يحضر ماكرون الى بيروت شخصياً للدفع بالمبادرة الفرنسية الى الأمام".