بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده بالأمس الوزير جبران باسيل، مُعلّقاً على العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية عليه، وبذل أقصى الجهود لنفي تهم الفساد التي وصمتهُ بها الادارة الأمريكية، وحصر التُّهم التي طالتهُ بعلاقته مع حزب الله، وما وفّرهُ باسيل لحزب الله من دعمٍ سياسيٍّ ومعنوي، ولم يترك باسيل فرصة خلال مؤتمره الصحافي إلاّ واستعملها لإظهار وفائه وعرفانه بالجميل وارتباطه المتين مع حزب الله، مُفنّداً ذلك بحُججٍ واهية كاذبة، عمادها التّضليل السياسي بمنع اندلاع الفِتن والحرب الأهلية، قافزاً بخِفّةٍ بهلوانية عن كلّ المخازي السياسية والمفاسد والإرتكابات والإنهيارات المالية والاقتصادية الحرجة التي تعانيها البلاد هذه الأيام، إلاّ أنّ باسيل لم يكن يتوقّع أن يأتيه ردٌ قاسٍ على التفاهات والأضاليل التي تفوّه بها من جانب السفيرة الأمريكية في بيروت، وذهبت السفيرة إلى حدود الكشف عن تقدُّم باسيل بنفسه لأوراق اعتماده لدى الإدارة الأمريكية، واستعداده لفضّ الارتباطات مع حزب الله لقاء مطالب مُعيّنة له، وهذا ما لم يحصل، وجاءت العقوبات على باسيل وفق قانون مانتيسكي، الذي يقضي بفرض عقوبات على أفرادٍ مُتورّطين في قضايا فساد وإرهاب في بلادهم، ومهما كان ويكون، فالعقوبات وقعت ولربما الآتي أعظم، والبلد بلا حكومة ولا مجلس نواب، ولا إدارة كفؤة وسليمة، والخسائر والخيبات تطال الجميع بلا استثناء، إلاّ أنّ الواضح أنّ العقوبة القاسية التي نزلت بباسيل أصابت حزب الله بخسارةٍ مضاعفة، فهو الذي لعب دور رأس الحربة للحزب في الأوساط السياسية المسيحية طوال السنوات الخمسة عشر التي تلت توقيع اتفاق مارمخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وظهرت للعلن خيبة الحزب من أداء باسيل وسقوطه المريع، وخاصةً هشاشته وانتهازيته واستعداده الدائم لمقايضة تحالفه مع الحزب بأبخس الأثمان وأحلك الظروف.
إقرأ أيضا : العقوبات الأمريكية بحقّ المسؤولين اللبنانيين ضرورية، لكنّها غير كافية.
قال خالد بن صفوان: ينبغي للعاقل أن يمنع معروفهُ من الجاهل واللّئيم والسّفيه، فالجاهل لا يعرف المعروف ولا الشّكر، واللئيم كأرضٍ سبخة لا تُنبت، والسّفيه يقول أعطاني فزعاً من لساني.