لا شك بأن خطاب ماكرون الذي حاول التوجه به إلى الشارع الفرنسي كان خطابا شعبويا بكل معنى الكلمة وربما أخطاء المستشارون كثيرة في التعامل مع الملفات وقد أوقعه في العديد من المطبات في السياسة الخارجية بظل فتح ملفات كبيرة مثل التصويت في الأمم المتحدة ضد أمريكا لصالح منع تمديد العقوبات على إيران وحظر السلاح .
وصولا إلى المبادرة الفرنسية المتعلقة بلبنان التي تم التعامل معها بطريقة خاطئة كأنها تتماهى مع حزب الله وتعطيه فرصة لالتقاط الأنفاس بظل الضغط الشعبي والدولي وخاصة العقوبات الأمريكية.
حتى وصلنا إلى تصريحه الارتجالي بخصوص الرسومات حيت اعتبر بان الحرية التي تمتلكها فرنسا تخولها من نشر رسومات ساخرة حفاظاً على حرية التعبير والرأي الذي تتميز به القوانين الفرنسية .
فالمعركة ابتدأت بعد ترجمة مقابلة ماكرون التي نشرت بالخطاء المتعمد من أجل إثارة الخلافات وإثارة النعرات بين المسلمين والمسيحيين يحاول أردغان ركوب خيلها .
فالقصة لا تزال فصول مستمرة في أقوى العروض التي تمارسها فصائل وقوى الإرهاب العالمي المتواجدة تحت غطاء الإسلام .
ماكرون قال بأنه يحترم نشر كل الرسوم الكاريكاتورية التي تضمنها حرية التعبير في القانون الفرنسي وانطلاقا من دفاعه عن قيم الجمهورية العلمانية التي يدافع عنها ماكرون كرئيس فعلي للدولة الفرنسية والتي تحمل قيم إنسانية واجتماعية وفكرية تحافظ على الدولة العلمانية كان عليه الوقوف وإعلان هذا الموقف حيث وصف ماكرون بوجود أزمة في داخل الصف الإسلامي ويجب الاعتماد على مفاهيم جديدة.
حاول ماكرون استمالة الناخب الفرنسي الغاضب لهذه الجريمة البشعة التي بات الإرهاب يدق أبواب فرنسا ويهدد كل شخص باسم الدين ، لابد من النظر إلى حالة المجتمع الفرنسي الذي بات يعاني حالة من الانهيار الاقتصادي بسبب سياسة ماكرون مما دفع هذه الآراء تذهب نحو اليمين المتطرف فكانت نصيحة المستشارين لماركون بإطلاق خطاب يمثل روح ونفس المتطرفين كي لا يتم استمالتهم نحو ماري لوبان التي تتحضر للانتخابات القادمة .
فالمشكلة التي وقعت في فرنسا بأننا أمام انتخابات تمارس فيها الخطابات الشعبوية لأجل تعزيز الفرص القادمة للحفاظ على الموقع الرئاسي .
لكن إذا نظرنا في القانون الفرنسي والدستور حيث يقول الدستور بكل صراحة بان الرئيس لا يمكنه أن يحمل وجهة ضد أخرى لكونه الحكم والضامن الفعلي للدستور وتنفيذ القوانين .
لقد أخطأ ماكرون بطرح هذا الخطاب الشعبوي الذي كان واضحا يسبب باثارثة نقمة المسلمين بسبب الإساءة للنبي الكريم محمد ، فالمشكلة التي كان عليه القول بأننا ننتظر الرد الاعتراضي من قبل الجهات المعنية .
حاول ماكرون الخروج من الأزمة التي وقعت عليه وحاول وزير خارجيته تبرير الخطاب وتفسيره بالطريقة السليمة حيث عجز ماكرون عن تفسيره بطريقة سليمة وإيصاله إلى العالم وتفسير طبيعة الهجمة التي تعرضت لها فرنسا من الأحزاب المتطرفة التي تقتل الشعب الفرنسي البريء .
ربما محاولة ماكرون الوقوف أمام كاميرا الجزيرة الناطقة بالعربية بتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامي بان فرنسا لا تملك عداء ضد أي دولة أو دين بل هي تحافظ على دولتها وتاريخا وحضارتها بظل انتشار الرعب الذي يمارس ضدها اليوم .
ومن هنا ضرورة الوقوف بوجه التطرف الذي يمارس الإرهاب من قبل العصابات المرتزقة الإسلامية بدافع معينه حيث يمكن الاستفادة منه دول يوجد فيه أقلية إسلامية مثل الصين والهند وروسيا ومن هنا بات الفكري العربي المتحرر يدعوللاصلاح وإعادة النظر في الأفكار المتطرفة التي سيطرت لعقود على المفاهيم الدينية بحجة الإسلام .
ولكن الأبرز بان صناعة التطرف وممولي التطرف هم ستستخدمون الديمغرافيا العربية لاستغلالها اقتصاديا وتشويهها أمام الرأي العالمي لأن العالم بان الإسلام هم العرب .
بغض النظر عن موقف ماكرون الذي يفسر بطريقة معينة بأنه إساءة للنبي فإن الأزمة باتت واضحة بطريقة التعامل التطرفي مع القضايا حيث من الضروري إطلاق حملة عالمية للفصل بين الدين الإسلامي وممارسة الإرهاب وعدم استغلال هذه الأفعال بالسياسة الدولية والعمل على التفريق في المؤسسات الإعلامية والدبلوماسية بين الإسلام والأعمال الإرهابية ووصفها كما هي والعمل على نبذها بالتعاون مع الاعتدال الإسلامي الرسمي الذي أثبت للجميع بأنه من يمثل العالم الإسلامي وكيف يتصرف في أصعب الظروف ومع القضايا المصيرية .
إذن على دول العالم إيقاف نشاط هذه الحركات التي تؤمن ملاجئ دائما تحت شعارات إنسانية خوفا من الاضطهاد حيث باتت الجماعات الإسلامية منتشرة بكل العالم بواسطة الجوازات والتأمينات المالية الممنوحة لها من قبل هذه الدول .
مما يجب العالم التعامل مع اتباع الدين الإسلامي كونهم رعايا وليس مجرمين لأنهم ينتمون إلى دين سماوي أرسله الله للبشر من أجل الدعوة كما حال الديانات الأخرى.
ضرورة التكلم بوضوح مع البعثات الدبلوماسية بتغيير الخطاب الإعلامي المستخدم في القنوات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي بتحديد الفاعل وليس اتهام الإسلام وهنا نرى بان أغلب الذين قاتلوا مع داعش كان قادمين من دول أوروبية معينة يحسون نفسهم مضطهدين مهمشين مما دفعهم بالتفتيش عن أنفسهم حيث وجودها بالأماكن الخطاء أي قوى التطرف التي تمارس القتل والذبح التي حرمها الله .
لكن بالنسبة إلى ما يحدث في فرنسا أرى بان هناك اتفاق شبه مخلق على ممارسة القتل بمهادنة إيرانية واضحة كونها راضية على ما يحدث من ممارسات عنفية ضد فرنسا وبغطاء روسي كامل لان الروس في خطاباته يتصرف ضد الإرهاب كما الغرب بإلصاق التهم على الإسلام كونه دين متطرف والجميع باتوا متطرفين من أصل مليار ونصف نكون جميعا بنفس الخانة التي يشكلها مليار ونصف مليون والذي لا يمكن إيصالهم أي المتطفرفين إلى نصف بالمئة .
فالاتفاق بينهم جميعا لإسقاط ماكرون فرنسا وإعطاء فرصة جديدة وتاريخية لآصال مرشحة اليمين الحالمة بالرئاسة إلى استلام زمام الأمور نتيجة ردة فعل غاضبة وهذا التصور يختلف بين كل طرف من الأطراف لكن المصلحة واحدة .
ماري لوبان هي صديقة روسيا الحميمة وتم تدفع لها أموال طائلة للحصول في الانتخابات على 20 بالمئة من البرلمان فالجميع يحاولون ودق إسفين في داخل الاتحاد الأوروبي ويحاولون تكرار تجربة بريطانيا لكن خروج فرنسا بواسطة سيطرة اليمين المتطرف يعني إعطاء الفرصة الجديدة لليمن المتطرف في أوروبا بالصعود ودفن الاتحاد الأوروبي .