لفت إنتباه الزوج ورود عدّة إتصالات هاتفية من الرقم نفسه على هاتف زوجته. سيطرت الشكوك على عقله، فتناول هاتفها وإتصل بصاحب الرقم المتصل فإذ بصوت ذكوريّ يردّ عليه. لم يسمع الزوج سوى كلمة "ألو" قبل أن ينقطع الإتصال. دخل الى تطبيق الواتساب الخاص بزوجته وطلب من صاحب الرقم المذكور ملاقاته في مكان قريب. لم يكن اللقاء بين الرجلين وديّاً على الإطلاق فقد إنتهى بأحدهما داخل المستشفى.

 

الساعة الواحدة فجراً، ورد الى فصيلة حارة حريك إتصال هاتفي من إدارة مستشفى الساحل، أعلمتها فيه عن دخول المدعو "ح.ج"(فلسطيني، مواليد 1994) الى المستشفى المذكور بحالة طارئة إثر تعرّضه لإطلاق نار من قبل مجهول وهو مصاب بعدةّ طلقات ناريّة في قدمه اليمنى ومؤخّرته.

 

المصاب أفاد بعد تلقيه الإسعافات الأولية اللازمة أنه حوالي الساعة الحادية عشرة من ليل الرابع من شباط، وأثناء وجوده في محله الواقع في مخيّم برج البراجنة والمعد لبيع الأراجيل ديليفري، وصلته رسالة نصيّة على هاتفه الخلوي عبر خدمة "واتساب" من إحدى زبوناته مفادها حرفيّا "أنها ترغب بمشاهدته قرب منزلها الكائن قرب منزله فذهب الى هناك، وبوصوله الى محلة قريبة، تفاجأ بزوج الزبونة المعروف من قبله ينتظره ويطلب منه هاتفه الخلوي، وعمل مباشرة على سحب مسدس حربي فضي اللون وبدأ يُطلق النار باتجاهه، فعمل على الهرب من أمامه وأُصيب من جراء إطلاق النار في قدمه اليمنى ومؤخّرته، مشيرا الى أن مطلق النار هو "أ.أ"، واتخذ صفة الادعاء الشخصي بحقه.

 

 

 المتهم "أ.أ" والذي جرى توقيفه على الفور أفاد انه ليل الحادث، لفت انتباهه وجود عدة إتصالات واردة عبر تطبيق "واتساب" على هاتف زوجته فساورته الشكوك، ومن دون أن يسأل زوجته عن الموضوع، إتصل بالرقم المذكور إتصالين عاديين، لم يُجبه أحد في المرة الأولى وأجابه شخص في المرة الثانية قائلا: "ألو ألو" فلم يُجب عليه وانقطع الإتصال، فأرسل رسالة نصييّة الى صاحب الرقم المشار إليه قائلا له "احكيني واتساب ما ضلّ معي $"، وحصل كلام مكتوب بينهما بعد أن أوهم الزوج صاحب الرقم أنّ زوجته هي من تكتب الرسائل، فاستشفّ من الرسائل المتبادلة أن هذا الشخص يُعاكس زوجته ويتحرّش بها ما أثار حفيظته وغيرته، فطلب منه لقاءه في تلك الليلة.

 

في الموعد المحدّد، وفقاً لإفادة المتهم، حضر الى المكان ولما وصل الشاب باغته بإطلاق النار من مسدس حربي عيار 5.8 ملم على قدميه وراح يتوجه له بعبارات "يا أخو... بدك تتحركش بمرتي" فأجابه الشخص بالنفي وفرّ هاربا فيما استمرّ هو بإطلاق النار باتجاهه، ثمّ عاد وفاتح زوجته بالموضوع في منزلهما وكان بحالة عصبية، فأخبرته أن صاحب الرقم لديه محل "أراكيل" وأنها تطلب منه الشيشة عادة عندما تكون في منزل أهلها ولم يسبق له أن تحرّش بها على الإطلاق فأبدى ندمه على فعلته.

وقد أسقط المصاب حقوقه الشخصيّة عن المتهم فيما أنزلت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمود، وبعد سنتين ونصف من وقوع الحادث (الحادث وقع في 4 شباط ٢٠١٨)، عقوبة السجن مدة ثلاث سنوات بالمتهم "أ.أ" معتبرة فعله من نوع الإيذاء المقصود وبرأته من جناية محاولة القتل لعدم إكتمال عناصرها الجرميّة، وقضت بإلزامه بتسليم المسدس المستعمل.