قبل أيام من الانتخابات الأميركية الرئاسية، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريراً أوضحت فيه موعد إعلان النتائج.


وكتبت الصحيفة تقول: "غيرت الزيادة الكبيرة في أعداد الناخبين الذين صوتوا بالفعل في مراكز الاقتراع عبر آلية الاقتراع المبكر - زادت حتى الآن على 90 مليون صوت -  وعبر البريد طريقة احتساب الأصوات ووقت عدها الأمر الذي سينعكس على وقت إعلان النتائج. ويوم الاقتراع سيشكل تبعا لذلك نهاية فترة طويلة من التصويت وبداية أخرى قد تكون طويلة أيضا لاحتساب الأصوات، وبينما ستعلن بعض الولايات النتائج بعد إغلاق صناديق الاقتراع يتوقع أن تحتاج أخرى لوقت أطول لإعلانها بشكل يعتمد على بداية معالجة الأصوات القادمة عبر البريد وعدها واحتسابها، ولن تصبح النتائج رسمية إلا بعد مصادقة الولايات عليها وهو أمر قد يستغرق عدة أسابيع". 

وتابعت: "نحو نصف الولايات الخمسين ستقبل أوراق الاقتراع القادمة عبر البريد إذا تبين أنها أرسلت يوم الاقتراع أي غدا الثلاثاء أو قبل ذلك، ونحو ثلاثين ولاية تمنح الناخبين فرصة لتصحيح الأخطاء التي ارتكبوها في إرسال أوراق الاقتراع خلال فترة محدودة للحيلولة دون إلغاء أصواتهم ما سيؤدي إلى تأخير إعلان النتائج، ولكن النتائج المبكرة لبعض الولايات الحاسمة قد تسمح بمعرفة هوية الفائز في الانتخابات دون انتظار نتائج الولايات الأخرى وبناء على ذلك قررت معظم وسائل الإعلام الأميركية التريث في إعلان النتائج لأن النتائج الأولية قد لا تسمح برؤية الصورة الكاملة لنتيجة الانتخابات. في بعض الولايات سيتم أولا احتساب أوراق الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء وهذه الأوراق يتوقع أن تصب في صالح دونالد ترامب لأن استطلاعات الرأي تظهر أن معظم ناخبيه قرروا التصويت في يوم الاقتراع بينما ستبدأ ولايات أخرى باحتساب الأصوات القادمة عبر البريد قبل يوم الثلاثاء وهذه يتوقع أن تكون في صالح بايدن لأن عدد من اختار التصويت عبر البريد من أنصاره أكبر بكثير من أنصار ترامب".

 


وتساءلت الصحيفة: "كيف ستحتسب أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة أو الحاسمة؟"، مجيبةً على الشكل التالي: "يقول الخبراء إن نتائج الانتخابات في فلوريدا وأريزونا وكارولاينا الشمالية قد لا تتأخر بالظهور بسبب قوانينها التي تسمح باحتساب أوراق المقترعين عبر البريد قبل يوم الاقتراع خلافا لولايتي بنسلفانيا وميشيغين التي يتوقع أن تتأخر نتائجها وبناء عليه يتوقع أن تظهر نتائج  ولايتي فلوريدا وأريزونا بحلول الساعة الثامنة مساء بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي أي الساعة الرابعة من فجر يوم الأربعاء بتوقيت مكة المكرمة بينما ستتأخر ولاية كارولاينا الشمالية عن هذا الوقت بضع ساعات. وفي حين لا يتوقع أن تظهر نتائج ولاية ميشيغين النهائية قبل يوم الجمعة توقع وزير الدولة في ولاية بنسلفانيا أن تظهر النتائج خلال عدة أيام وبحد أقصاه عطلة نهاية الأسبوع أي يومي السبت أو الأحد". 


ولكن ماذا عن الولايات الأخرى؟ تقول الصحيفة: "ولاية جورجيا: حسب وزير الدولة في الولاية يتوقع ظهور النتائج يومي الأربعاء أو الخميس على أبعد تقدير.
ولايات أوهايو ومينسوتا وويسكونسين: يتوقع ظهورها يوم الأربعاء بتوقيت مكة المكرمة.


ولكن لماذا يؤدي التصويت عبر البريد إلى تأخر ظهور النتائج؟


يجب أن تمر أوراق الاقتراع عبر البريد بعدة مراحل قبل احتسابها بما في ذلك مراجعتها من قبل أحد مسؤولي الانتخابات للتأكد من صلاحيتها ومشروعيتها وهو شرط غير موجود لاحتساب أصوات الناخبين في مراكز الاقتراع". 
وتابعت الصحيفة: "في معظم الأحيان تعرف هوية الفائز قبل الإعلان رسميا عن فوزه لأن هذه عملية معقدة فلكل ولاية جدولها الخاص بإعلان نتائج أصوات سكانها بعد التأكد من عد وفرز جميع الأصوات وتطبيق القوانين والتعليمات والأنظمة المرعية في كل ولاية وهي عملية لا تنتهي قبل نهاية شهر تشرين الثاني نوفمبر وربما تمتد حتى كانون الأول ديسمبر على تنتهي جميع الولايات من تعيين أفراد المجمع الانتخابي - وهؤلاء هم 538 شخصا يتم اختيارهم بطرق مختلفة في كل ولاية لا يفوز أي أميركي برئاسة البلاد دون الحصول على أصوات 270 شخصا منهم على الأقل - بحلول الثامن من كانون الأول ديسمبر أو في موعد أقصاه الرابع عشر من الشهر ذاته عندما يتوجه هؤلاء إلى عواصم ولاياتهم للإدلاء بأصواتهم التي "يفترض" أن تعكس نتائج التصويت العام في كل ولاية بينما يتولى الكونغرس الاتحادي - أي كونغرس الولايات المتحدة الأميركية- جمع الأصوات وإعلان النتيجة في السادس من كانون الثاني يناير المقبل".


هل يمكن للتاريخ أن يعيد نفسه ويرفع الأمر للمحكمة العليا للبت في نتيجة الانتخابات كما حصل عام 2000 بين جورج بوش وآل غور؟


بحسب الصحيفة فإنّ الخبراء يقولون إن "هذا أمر مستبعد لأنه يتطلب تضافر وقائع نادرة الحدوث ليتم من قبيل أن تحظى ولاية واحدة فقط بفرصة حسم النتيجة، أو توفر هامش أغلبية ضئيل جدا فيها، أو وجود أوراق اقتراع كثيرة لا تظهر بشكل واضح لمن صوت أصحابها، أو عملية إعادة احتساب فاشلة للأصوات".