كشف ضابط إسرائيلي أنّ انضمام السودان إلى الدول التي تقوم بإبرام اتفاقيات سلام مع إسرائيل "يعزّز الخطة الأميركية لإنشاء تحالف إسرائيلي - عربي في الشرق الأوسط برعاية أميركية"، موضحاً أنّ "التحالف الجديد جاهز لمواجهة التهديد الإيراني والتصدي لنفوذ "محور الإخوان المسلمين" ومخاطر الإسلام الراديكالي والهجمات المسلحة"، معتبراً أنّ من وصفهم بـ"أعداء إسرائيل" في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم إيران، "يجدون صعوبة في استيعاب التغيير الذي شهده السودان، الذي وافق على التطبيع مع إسرائيل".
وأضاف يوني بن مناحيم، المسؤول السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية - "أمان"، ووثيق الصلة بدوائر القرار الأمني والعسكري الإسرائيلي، في مقاله على موقع "المعهد المقدسي للشؤون العامة والدولة"، أن "مياهاً كثيرة تدفقت في البحرين المتوسط والأحمر، وبدأ السودان، ذو الـ40 مليون نسمة، في خطوته الجديدة المهمة خارج المصالح الاقتصادية والإقليمية والدولية".
ونقل عن وزير المخابرات الإسرائيلي، إيلي كوهين، إعلانه أنّ "الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على إنشاء تحالف إقليمي يضم مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والسودان، وأن المزيد من الدول ستنضم لهذا التحالف، دون خوض في تفاصيل أهدافه وغاياته، حيث يعتبر السودان من الأصول الاستراتيجية المهمة في التحالف الإقليمي، فهو يقع على شواطئ البحر الأحمر، وله عدة موانئ وقواعد عسكرية جديدة يمكن إنشاؤها".
وكشف أن التحالف الإقليمي يتضمن 3 أهداف رئيسية: "التعامل مع الخطر الإيراني، ووقف الاتجاهات التوسعية الإيرانية في الشرق الأوسط، والتصدي لنفوذ محور "الإخوان المسلمين" بقيادة تركيا وقطر في الشرق الأوسط والحرب على الحركات الإسلامية، وإقامة تحالف يشكل جسراً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لإعادتها للمفاوضات مع إسرائيل، وقد يحدث هذا بعد تنحي رئيسها محمود عباس عن المسرح السياسي".
وأشار إلى أنّ "الخطر الذي يتهدد إسرائيل والأنظمة العربية المعتدلة في الشرق الأوسط ينبع من تعاون إيران "الشيعية" مع الإخوان المسلمين "السنية"، وقد تجلى هذا برفض العراق طلب مصر والجامعة العربية إعلان جماعة "الإخوان المسلمين" في العراق حركة إرهابية، كما استنكرت إيران وتركيا، اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، مع توتر علاقاتها مع تركيا".
ولفت إلى أنّ "إيران تعرضت لضغوط كبيرة منذ تطبيع إسرائيل والإمارات، لأنه يمنح إسرائيل ختمًا رسميًا لإقامة تحالف عسكري مع الإمارات ودول أخرى في المنطقة ضدها، مع أن وزير المخابرات الإسرائيلي لم يكن الوحيد الذي تحدث عن تحالف إسرائيلي عربي، بل إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن أن حواره مع نتنياهو ومحمد بن زايد والرئيس ترامب تناول "اللحظة التاريخية" بينهم لحماية الشرق الأوسط".
وأوضح أنّ "إيران قلقة من الأهداف غير المعلنة للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، واحتمال حصول إسرائيل على موطئ قدم في الخليج، ما سيهدد أمنها مباشرة، إن أنشئت قاعدة عسكرية إسرائيلية في الإمارات موجهة ضدها، ما يتطلب منها اتخاذ إجراءات مضادة، وتشكيل تحالفات جديدة للتعامل مع نفوذ إسرائيل في الخليج، أو بناء قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى جنوب اليمن لمراقبة تحركاتها عبر باب المندب إلى القرن الأفريقي".
وأشار إلى أن "انضمام السودان لمحور التطبيع مع إسرائيل يعزز فرص إقامة تحالف إقليمي جديد، فمع انضمام المزيد من الدول العربية، سيتم تعزيز التحالف ضد إيران والإخوان المسلمين، لأن الدول المطبعة معنا لديها مخاوف أمنية واعتبارات عسكرية مماثلة لإسرائيل، وهو سبب وجيه يدفع ترامب لتشكيل تحالف إقليمي ضد إيران على أساس مشاركة دول الخليج والدول العربية الأخرى".
وأضاف أنّ "من يمكنه قيادة هذا التحالف في المستقبل هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، "الرجل القوي" في المملكة الذي سيصبح الملك القادم، ويقود خطاً متشدداً ضد إيران و"الإخوان المسلمين"، لذلك فإن من المهم جدًا إلحاق السعودية بهذا التحالف الإقليمي في أسرع وقت ممكن، وهذا أحد الأسباب التي تدفع إدارة ترامب وإسرائيل وراء الكواليس لجهود كبيرة لوضع السعودية علانية على طريق التطبيع مع إسرائيل".